أشرف والي الحوض الغربي السيد أحمد مامدو كّلي، صباح اليوم بلعيون، على انطلاق ورشة التحسيس بخطورة الحرائق في المراعي والغابات، وسط حضور السلطات الإدارية والأمنية والمنتخبين، وممثلي المصالح الجهوية، ومكونات المجتمع المدني، وجمع من المواطنين.
وفي كلمته الافتتاحية، قال السيد الوالي إن هذا القاء يأتي استجابةً لحاجة ملحّة تفرضها الظروف البيئية الراهنة في الولاية، التي تشهد سنويًا حرائق متكررة تهدد المراعي والثروة الحيوانية، مؤكدا أن الوضع لم يعد يحتمل الصمت أو التساهل، داعيًا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح، أن السلطات العمومية ستعمل على إعداد خطة محكمة للتوعية والمساءلة، مع تشكيل لجان محلية لمكافحة الحرائق، ومتابعة أي مخالفات بكل حزم وصرامة.
من جانبها، نائبة رئيس جهة الحوض الغربي فاطمة بنت عبد الله، عبرت عن شكرها للسلطات الإدارية على تنظيم هذه الورشة، مؤكدة أن الثروة الحيوانية والبيئة مسؤولية جماعية، وأن تأمين الغابات والمراعي واجب وطني.
وطالبت بضرورة شقّ الطرق الرعوية في المناطق الغابوية حفاظًا على البيئة وتنظيم حركة المنمين، معتبرة أن اللقاء خطوة مهمة نحو توحيد الجهود من أجل بيئة آمنة وتنمية متوازنة.
بدوره، عمدة بلدية لعيون السيد سيد أحمد ولد البكاي قال إن المراعي تمثل ثروة أساسية في الولاية، وأن حمايتها مسؤولية مشتركة بين الجميع، مشيرا إلى أن تزايد الحرائق يمثل خطرًا بيئيًا واقتصاديًا كبيرًا، داعيًا إلى تفعيل القوانين، ومحاربة الوساطات في قضايا الحرائق، وتعزيز الوعي المحلي بخطورة الظاهرة.
كما قدم المندوب الجهوي لوزارة البيئة، عرضًا مفصلًا حول الأضرار الناجمة عن الحرائق خلال الفترة الأخيرة، مبينًا أن الخسائر المسجلة في ولاية الحوض الغربي تجاوزت عشرة ملايين أوقية قديمة موزعة بين مختلف مقاطعات الولاية.
وأكد أن هذه الخسائر لا تمثل فقط ضررًا ماديًا، بل تمسّ أيضًا التوازن البيئي والحياة الرعوية، مشددًا على أن القانون واضح وصارم في معاقبة مرتكبي جرائم الحرائق.
ودعا المندوب إلى تعزيز التعاون بين السلطات والمواطنين لمواجهة هذه الظاهرة بجدية وثبات، مؤكدًا أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة.
وضمن هذه الفعالية، تحدث مسؤول قسم الإعلام بجامعة لعيون، باسم الجامعة عن الدور العلمي والتوعوي للمؤسسات الأكاديمية في نشر ثقافة الوعي البيئي قال إن السنة الماضية شهدت أضرارًا بيئية جسيمة، معربًا عن أمله في أن تكون هذه السنة أقل ضررًا بفضل حملات التحسيس وتكاتف الجهود.
وأكد على دور الطلاب والمجتمع المدني في دعم مبادرات التوعية والمشاركة الفاعلة في حماية المراعي، معتبرًا أن الجامعة شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.

