تكَانت.. موطن الفن والجمال ومنتجع الثقافة

الثلاثاء, 07/07/2020 - 00:41

تشتهر ولاية تكانت بموروثها الأدبي والفني الضارب في التاريخ الوطني فبين جبال وأودية وهضاب تكانت استوطن الأدب وامتزج القريض بالألحان تحت ظل باسقات النخيل فتشكلت حضارة من الجمال، مثلت قنطرة تواصل بين الحواضر الكبرى، وظلت مجالا لحركة بشرية متعددة الأوجه ذاع صيتها واستقطبت كثيرين.
على أديم ارض تكانت تفتقت مواهب الأدباء والفنانيين، ومن جمال الطبيعة وتعدد مظاهر الجغرافيا نحت الشعراء صورهم البديعة، وتبتلت أسر الفن الموريتاني الأصيل في محراب مقامات الهول، وصقلت مجالسه الروتينية مواهبهم واصواتهم العذبة.
متكئين على تاريخ ضارب من الفن والأدب، تعلق التگانيون أكثر من اي مجتمع آخر بالأرض وضربوا أمثلة فريدة في التشبث بها، رغم قساوة الظروف وعوامل الزمن وهجران شعوب بأكملها لمناطقها الأصلية.. وهكذا تحكي معالم المدينة القديمة عن قصة صمود وتعلق بهذه السهول والأودية التي عز نظيرها.
ويحضر تعلق التگانيين بأرضهم كثيرا في الذاكرة الشعبية فيحن الشاعر على الفراق غير الاختياري الذي تفرضه طبيعة الحياة، والبحث عن الكلأ والمرعى، ويبكى الآخر عن قرب احيانا على ذكريات واطلال وعلى الأحبة والمنازل.
وتعزز المناظر الخلابة وعذوبة اللحظات واستثنائيتها العناق الفريد بين الكلمة والنغم الموسيقي فتهيج قريحة الشاعر إبداعا في وصف المشهد فيخلدها الفنان تاريخا محفوظا بالصوت والصورة لايقبل الاندثار.
وتتناثر في أرجاء جغرافيا تكانت مواضع ومنتجعات وآبار خلدها الفن والأدب، وعرف بها مؤسسا لنمط من الترويج للسياحة الداخلية يستقطب القاصي والداني ويحرك العواطف ويثير شغف الأنثربولجيين والسياح على حد سواء.
وفي مواسم الكيطنة وفصل الخريف تأخذ ارض تكانت زخرفها وتتزين بجمال الطبيعة فيتضاعف عدد الوافدين ويتسم الحراك الفني الأدبي بالكثافة، وتحضر أنواع أدبية جديدة وفلكلور شعبي يرتبط بهذا الموسم على وجه التحديد.

من بعثة الإذاعة إلى ولاية تگانت "عبدو أحمد سالم"

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم