رئيس الجمهورية: "تغيير واقع شعوب الساحل وترسيخ الإيمان بساحل آمن ومستقر يشكل عامل استقرار بالنسبة لمحيطه وللعالم"

الجمعة, 18/12/2020 - 19:51

أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري لمجموعة الخمس بالساحل، أن خارطة طريق الرئاسة الموريتانية للمجموعة في 25 فبراير الماضي تحت شعار "الشباب والأمل" مكنت من مواصلة تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لمجموعة الساحل بشكل أكثر فاعلية.
وأضاف في خطاب موجه لشعوب بلدان الساحل بمناسبة تخليد ذكرى التوقيع على اتفاقية انشاء مجموعة الخمس بالساحل أن بلدان المجموعة أظهرت ـ رغم التحديات العديدة ـ صمودا على المضي قدما في مواجهة انعدام الأمن وإطلاق برامج اقلاع اقتصادي.
وقال إن قوات دفاعنا وأمننا تواصل إلى جانب القوة المشتركة لدول الساحل وقوات الشركاء الدوليين الحرب على الإرهاب بصرامة وعزيمة.
وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
سكان منطقة الساحل
شركاء وأصدقاء منطقتنا
أيها السادة.. أيتها السيدات
في ال 16 فبراير 2014 ، قرر قادة دول بوركينافاسو ومالي وموريتانيا والنيجر واتشاد، المجتمعون في نواكشوط، إنشاء مجموعة دول الساحل الخمس ، بدافع إرادة سياسية قوية ، ومن منطلق طموح كبير لمنطقة الساحل ، وذلك لتنسيق سياسات واستراتيجيات التنمية والأمن في بلدانهم .
وبعد توقيع معاهدة إقامة منظمتنا الفتية في ال 19 دجمبر 2014، اتفق مؤتمر الرؤساء في اجتماعه المنعقد في باماكو يوم ال06  من يونيو 2017 ، على اقرار يوم ال19 من دجمبر يوما لمجموعة دول الساحل في جميع البلدان الأعضاء .
ويرمي الاحتفاء بيوم مجموعة الخمس بالساحل، من بين أمور أخرى إلى تأكيد رفض بنات وأبناء منطقة الساحل للاستكانة وتصميمهم على النهوض بواقعهم والتعبير عن غبطتهم بفضاء ساحلي آمن ورافد للسلم والاستقرار في محيطه وفي العالم.
إن تخليد هذا اليوم ، وما يرمز إليه من وحدة بين سكان منطقة الساحل، يتيح لي الفرصة لأخاطب باسم نظرائي في بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد، وبصفتي رئيسا دوريا لمجموعة دول الساحل الخمس كافة المجموعات الشجاعة في بلداننا ، مؤكدا أن اسعادهم وضمان الأمن والرفاه هو الغاية من قيام هذه المنظمة.
إن خارطة الطريق لرئاسة موريتانيا للمجموعة منذ ال 25 فبراير الماضي تحت شعار "الشباب والأمل" تتطلع إلى المواصلة الفعالة لبلوغ أهداف واستراتيجيات مجموعة دول الساحل الخمس.
إن وتيرة تحقيق هذه الأهداف تتأثر اليوم بانتشار جائحة كوفيد_ 19، التي، علاوة على ما خلفت من أضرار بشرية ، أضعفت بشكل كبير الاقتصادات المتأثرة أصلا بأعباء المديونية.
وفي هذا الصدد، أجدد ونظرائي قادة مجموعة دول الساحل الخمس طلبنا الملح بالإلغاء الفوري لمديونية بلداننا وبالدعم المناسب لمختلف الخطط الوطنية لتمكين بلداننا من تجاوز آثار هذه الأزمة متعددة الأبعاد، والمضي بحزم على طريق السلم والازدهار.
إن بلداننا رغم التحديات الكثيرة ، برهنت على صمودها في مواصلة مواجهة انعدام الأمن و على الشروع في خطط النهوض الاقتصادي، وتواصل قوات الدفاع والأمن لدينا إلى جانب القوة المشتركة لدول الساحل الخمس والقوات الدولية الشريكة مكافحة الإرهاب بكل صرامة وحزم.
وموازاة مع الجهود الهامة المبذولة من طرف بلداننا في مجالات التنمية ، فإنه توجد قيد التنفيذ مشاريع إقليمية لتمكين السكان الأكثر هشاشة، وذلك في إطار من الشراكة المتطورة باطراد ومع تحالف الساحل تحديدا.
وهكذا، في سياق البرنامج الاستعجالي للتنمية ، تم إطلاق ثمانية عشر مشروعا من أصل واحد وعشرين، إضافة إلى مشاريع الصمود والنهوض لمواجهة جائحة كورونا .
وهنا أحيي إطلاق التحالف من أجل الساحل خلال قمة مجموعة دول الساحل الخمس والاتحاد الأوروبي، المجتمعة في ال 28 إبريل 2020، وكذا النشاط الدبلوماسي المكثف الذي عقبها من أجل تفعيل هذا التحالف وإعطائه بعدا دوليا.
وفي هذا المقام أعبر مرة أخرى عن صادق تشكراتنا لجميع شركائنا على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف على الدعم المثمر.
إننا بتضافر جهود الإخوة قادة دول الساحل الخمس وبدعم سكان المنطقة، سنواصل بكل عزم هذا العمل الجبار لضمان الرقي والحفاظ على السلم في شبه منطقتنا وفي إفريقيا وفي العالم.
عاشت مجموعة دول الساحل الخمس ، عاش السلام .
 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم