وزير الداخلية: الوكالة الوطنية لسجل السكان تمكنت في زمن قياسي من تشغيل النظام البيومتري وفتح وتجهيز مراكز في كافة مقاطعات الوطن

الأربعاء, 07/06/2017 - 19:32

  خصصت الجمعية الوطنية جلستها العلنية التي عقدتها اليوم الأربعاء برئاسة رئيسها السيد محمد ولد أبيليل، للاستماع إلى ردود وزير الداخلية واللامركزية السيد أحمدو ولد عبد الله على سؤال شفهي موجه إليه من طرف النائب توت بنت الطالب النافع يتعلق بما سمته النائب بسلسلة الإجراءات الداخلية التي اتخذتها الإدارة العامة لوكالة الوثائق المؤمنة والتي كانت لها نتائج سلبية على عمالها ومرتاديها على حد سواء.

وأشارت النائب إلى أن هذه الإجراءات أضرت بالعاملين في الوكالة وضاعفت من معاناة السكان المرتبطين بخدماتها الضرورية، مشيرة إلى أن هذا يضاف إليه تصاعد الامتعاض من الإجراءات المتخذة من قبل مراكز الوكالة ضد الراغبين في الحصول على وثائقهم من المسافرين والمقيمين على حد سواء.

وقالت النائب إنه وسعيا منها لتنوير الرأي العام الوطني حول واقع هذه الوكالة، فهي تطلب من السيد الوزير إبراز الجهود المبذولة من أجل تأمين وتسهيل الوثائق الموريتانية، ولمناقشة الآليات المتبعة لمعالجة مظاهر القصور والشطط في استعمال القانون.

وشكر وزير الداخلية واللامركزية النائب على طرح هذا السؤال الذي يعتبر فرصة لإطلاع الجمعية الوطنية والرأي العام على العمل الجبار والجهد الكبير الذي قامت وتقوم به الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة التي تعتبر باعتراف الجميع إنجازا كبيرا طالما انتظره الموريتانيون بفارغ الصبر، مشيرا إلى أن الموريتانيين عانوا ولفترة طويلة من عدم ضبط حالتهم المدنية واستفحال ظاهرة تزوير الوثائق.

وقال إن مشروع الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة لم يكن ليرى النور لولا الإرادة القوية وعزيمة البناء والتنمية الصلبة والرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، الذي يولي هذا المشروع أهمية قصوى باعتباره يحقق أحد أبرز أهداف برنامجه الانتخابي المتمثل في تقريب خدمات الإدارة من المواطن وجعلها أكثر نجاعة وفاعلية.

وبين جملة الإجراءات التي تقوم بها الوكالة في إطار قيامها بمهامها المتعلقة بالمواطنين وهي التدقيق في المقيدين الجدد في السجل الوطني للسكان وإلزامية استكمال التقييد البيومتري بالنسبة للأطفال الذين تم تقييدهم وهم دون سن العاشرة وإصدار بطاقات تعريف لهم، وتنقيح السجل الوطني للسكان.

وأضاف أن الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة التي أنشأت سنة 2010 تمكنت في زمن قياسي من إنشاء وتجهيز وتشغيل النظام البيومتري الجديد واقتناء كافة المعدات واللوازم المطلوبة واكتتاب طاقم عمل ذا كفاءة عالية من المهندسين وحملة الشهادات العليا وفتح وتجهيز مراكز في كافة مقاطعات الوطن.

وأشار إلى أن الوكالة باشرت بعد ذلك عملية تقييد واسعة أطلق عليها التقييد المكثف قامت على تحقيق هدف أساسي يتمثل في تقييد كافة المواطنين الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المطلوبة للتقييد في السجل الوطني للسكان، مشيرا إلى فتح مراكز استقبال للمواطنين في كافة مقاطعات وبلديات الوطن تقريبا من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقال وزير الداخلية واللامركزية أن الوكالة اعتمدت خلال الفترة من 2011 وإلى غاية 2016 طريقة التقييد التلقائي بحيث أن أي مواطن يتقدم للتقييد يحصل على رقم وطني بمجرد الانتهاء من عملية تسجيل بياناته البيوغرافية والبيومترية ويصبح مقيدا في السجل الوطني للسكان، منبها إلى أن هذا الجهد الكبير تم في إطاره تزويد قاعدة بيانات السجل الوطني للسكان بمعطيات أكثر من ثلاثة ملايين وثلاث مائة ألف مواطن، ومائة وثلاثين ألف أجنبي.

وأشار إلى أنه وبعد خمس سنوات من العمل المتواصل بطريقة التقييد المكثف، انحسر الإقبال على المراكز ولم يتبق إلا قلة من الأشخاص يحاول بعضهم بشتى السبل الحصول على الولوج إلى السجل الوطني للسكان دون أن يستوفي الشروط القانونية لذلك،منبها إلى أنه وبعد رصد الكثير من محاولات تضليل هيئات التقييد وتزوير الوثائق وانتحال الشخصيات بغية اكتساب مواطنة غير مستحقة تأكدت ضرورة وضع آلية تدقيق ومراقبة للتأكد من مطابقة طلبات التقييد للضوابط القانونية.

ونبه إلى أن هذه الوضعية تطلبت وقف التقييد التلقائي وأصبحت طلبات التقييد تتم دراستها مركزيا على مستوى إدارة سجل السكان بالإدارة المركزية حيث تتم المصادقة على كل طلب مكتمل الشروط، مشيرا إلى أن هذه العملية لا تأخذ أكثر من أسبوع بالنسبة للأطفال وأسبوعين بالنسبة للبالغين.

وذكر وزير الداخلية واللامركزية أن هذا الإجراء يحقق هدفين أساسيين هما التأكد من سلامة إجراءات التقييد وأهلية المعني للتقييد بالسجل الوطني للسكان وفقا للضوابط القانونية مما يشكل سدا أمام المتربصين بنظامنا البيومتري الناجع، من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذه الطريقة توفر رقابة بعدية على عمال مراكز استقبال المواطنين وأعضاء هيئات التقييد مما يمكن من كشف عديمي الأهلية والمزورين والمتمالئين معهم.

ونبه إلى أن الوكالة وبعد أن تمكنت من إنشاء وتغذية قاعدة بيانات ضخمة للسجل الوطني للسكان تحتوي أكثر من 3300000 مواطن أصبحت مهمتها الأولى اليوم هي تنقيح قاعدة البيانات هذه،ذلك أن الطابع الاستثنائي الذي تمت فيه عملية التقييد المكثف والزمن القياسي الذي تمت فيه يجعل من الطبيعي أن تظهر مع الوقت بعض الاختلالات خاصة بعد تفعيل وتدقيق النظام العائلي وروابطه المختلفة.

وأشار إلى استحداث إدارة مكتملة هدفها الرئيسي تنقيح بيانات السجل الوطني للسكان، بحيث يتم اعتماد اسم عائلي موحد لكل أسرة يكتب بنفس الطريقة، وكذلك الأمر بالنسبة لمحل الميلاد حيث تم اعتماد طريقة كتابة موحدة لكل بلدية من بلديات الوطن.

وطلب وزير الداخلية واللامركزية من السادة النواب المساهمة في إكمال وتحقيق كافة الأهداف المنشودة وراء هذا المشروع العملاق، وذلك عن طريق تحسيس المواطنين بضرورة التعاطي بشكل إيجابي ومنضبط مع هذا العمل الذي يعتبر جديدا عليهم نظرا لطابعه الجدي والفني عالي المستوى.

وأشاد السادة النواب في مداخلاتهم بالأهمية التي تحتلها الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة، والتي تعتبر من أهم الانجازات التي تحققت في البلد خلال السنوات الماضية.

وطالبوا القائمين على مراكز الوكالة بوضع إستراتيجية علمية تسمح للمواطنين بالحصول على وثائقهم بطريقة سلسة ومحترمة،بعيدا عما تشهده هذه المراكز حاليا من اكتظاظ وتدافع وطول الآجال وكثرة تردد المراجعين من أجل الحصول على وثيقة كان يمكن أن يتم الحصول عليها بطريقة سلسلة توفر على المواطنين وقتهم.

وطالبوا بتحديث وحدات المعلوماتية في مراكز الوكالة وتكوين الطواقم المشرفة عليها وتعزيز أداء الخدمات التي لا غنى عنها من أجل القيام بالعمل في هذه المراكز وخاصة الانترنت.

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم