نظمت شبكة إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية ليلة البارحة ، في مقرها المركزي بنواكشوط ، ندوة بعنوان شركاء وطن ضد خطابات الكراهية وترويج الشائعات والجريمة المنظمة والتطرف العنيف ، شارك فيها عدد من المختصين والباحثين في مجالات الشريعة والقانون والإعلام وعلم الاجتماع.
وتعرض النقاش ، من بين أمور أخرى ، لظاهرة الإعلام الجديد وخطورة الاستخدام غير المعقلن لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وضرورة التصدي بحزم لخطابات الكراهية وترويج الشائعات والجريمة المنظمة والتطرف بشتى تجلياته.
وشددت مداخلات الضيوف على أهمية المواءمة بين محاربة هذه الظواهر السيئة وحماية المجتمع والحفاظ على حرية التعبير بشكل عام وضمان حقوق الأفراد .
وفي هذا السياق ، أكد العلامة محمد المختار ولد امباله ، رئيس المجلس العلمي لإذاعة القرآن الكريم ، خطورة نقل الأخبار الزائفة وتداولها مبينا النصوص الشرعية الصحيحة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح ، وأوضح أن حقيقة الإرجاف في المدينة هو نشر الدعاية الكاذبة لإيقاع الشك في نفوس الناس وإفساد ثقة بعضهم ببعض وهو ما حذر منه القرآن الكريم ، مشددا على أن الشريعة أكدت ضرورة الحجر على السفهاء ضمانا لتماسك المجتمع وصونا لوحدته.
أما المحامي والنائب البرلماني محمد الأمين ولد حمود ولد أعمر، فقد أوضح أن معالجة الموضوع تتطلب تحديث الترسانة القانونية لردع المخالفين ومواكبة التطور التكنولوجي مع الحفاظ على مرجعيتنا القانونية الإسلامية وتحيين النصوص الوطنية الناظمة لهذا المجال، وذلك لردع مروجي الشائعات المكرسة لظاهرة الكراهية من خلال إطار شرعي يضمن التصدي لهذه الظواهر المشينة ويتحمل من خلاله الجميع مسؤولياتهم.
بدوره ، استعرض الأستاذ في علم الاجتماع محمد الأمين ولد الداه أسباب ظاهرة انتشار الشائعة بشكل عام وخطورتها على الأفراد والمجتمعات، موضحا أن أمن المجتمعات يشكل اليوم قلقا عالميا وليس محليا فقط، حيث تشكل مصادر المعلومات المجهولة وعديمة المصداقية خطوروة بالغة على استقرار البلدان، ويحتاج تصحيح هذه المعلومات لمجهودات كبيرة مع صعوبة تلافي الأضرار المترتبة عليها.
من جانبه ، تناول الكاتب الصحفي عبد الله ولد احبيب موضوع محاربة المحتوى المزيف في الإعلام الجديد موضحا تطور الوسائط التكنولوجية الحديثة في هذا المجال وخطورتها على مختلف الأصعدة إضافة إلى أنها تستهدف التشويش الممنهج على المشاريع التنموية للدولة ، وشدد على ضرورة التحلى بالمسؤولية الصحفية واستحضار المهنية لدى الإعلاميين خلال عملية التحرير الإخباري ، والتحقق من المصادر الموثوقة وعدم التسليم بكل ما يقال قبل عرضه وتدقيقه انطلاقا من المعايير المهنية الأساسية في هذا المجال .