التسول الدوافع ووسائل القضاء..

الأربعاء, 02/08/2017 - 09:42

في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى التي حدثت في بلادنا وما تلعبه وسائل الإعلام العمومية من شرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية  لم يثن ذلك بعض الأشخاص عن ممارسة  ظاهرة التسول حتى زاد انتشارها على الشوارع والأزقة وفي المراكز العمومية وحتى في بوابة الإدارات العمومية.

ظاهرة التسول هذه اكتظت بها شوارع البلد وأصبح المواطن يصبح ويمسي على أصناف شتى منها.

وتعد ظاهرة التسول كغيرها من الظواهر الاجتماعية السائدة مظهرا غير أخلاقي يحط من القيم الأخلاقية التي كانت سائدة في مجتمعنا منذ الإرهاصات الأولى لبناء مجتمعنا المسلم والمسالم.

كما أنها اتخذت أنماطا مختلفة جعلت من الإنسان مجرد متسول، بل نزعت عنه الكرامة الإنسانية إذ أن الدافع وراء امتهان التسول يرجعه بعض الباحثين في علم الاجتماع إلى "ضيق ذات اليد "الذي يقود هو الآخر إلى الواقع الاجتماعي الذي يفرضه الفقر المتقع الذي لا يعرف مكانا ولا منطقة معينة، وإنما هو وليد الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الفرد في حياته.

بيد أن الوجه الآخر لظاهرة التسول مخفي ولا يرى بالعين المجردة ومازال النقاب لم يكشف عن خفاياه بعد، قبل التحقيق تجزلنا بين بعض المتسولين وسألناهم ماهو الدافع الحقيقي لظاهرة التسول التي باتت بين الطفل والمرأة والرجل كذلك"أمهات بنت أعبيد الله" سبعينية قالت أنها تكد طوال يومها سعيا لتحصيل قوت عيالها،في ظل عجز وفقر مدقع ــ وفق تعبيرها ــ في وقت تضيف لنا امرأة أخرى بجوار المتسولة رفضت ذكر إسمها و عدد الأبناء الذي تعيل، مشيرة إلى أن ذلك ليس من قيم مجتمعها، لكنها أكدت أنها تحرص على ألا تطعمهم إلا حلالا، ولا تكسوهم إلا مباحا، وعلى ألا تتكفف الناس بالمسألة وإنما تعتمد على الله والأكل من عمل يدها .

 

أسباب الظاهرة....

لا شك بأن الظاهرة السلبية تؤشر على وجود عدد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا،والتي سببت وجود مثل هذه الظاهرة،للكبير والصغير والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد ما هي أسباب التسول؟

 

هذه الأسباب يرجعها بعض الباحثين والمهتمين إلى الحاجة والضرورة، والفقر الشديد كل هذه الأسباب هي التي جعلت المتسولين لانتهاج هذا المسلك لطلب الرزق والمال في حياتهم، إلا أنه لا يعد بالتأكيد عذرا مشروعا للتسول وتحصيل المال.. 

فكثير من المتسولين يرون أن هذا المسلك  ميسرا وسهلا لتحصيل ولا يحتاج إلى إعداد أو جهد بدني ولا رأس مال.

 

سبل القضاء على ظاهرة

هل لهؤلاء الذين امتهنوا التسول كوسيلة للكسب غير المشروع يعلمون أن هذه المهنة وباء نخر في جسم المجتمع وأهلك قواه، وهل يتذكرون حديث أبي هريرة الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه" متفق عليه.

ومن خلال ماسبق فإن التسول ظاهرة يستدعي تضافر جميع فئات المجتمع و كل على حسب مسؤولياته في أن يسعى في توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وسلبياتها،للقضاء عليها.

 

 

الهادي بابو  

 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم