موريتانيا تؤكد أن نجاح أي حل في ليبيا يتطلب أخذ موقف الاتحاد الأفريقي واقتراحاته في الحسبان

الأحد, 10/09/2017 - 15:07

  أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلكُ ولد أحمد إزيد بيه ان ما يجري في ليبيا يؤثر بصفة قطعية على السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، والعكس كذلك صحيح؛ الشيء الذي جعل موريتانيا تعمل، تحت قيادة فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز، على تعزيز الأمن والاستقرار في الساحل.

وأضاف في كلمة القاها أمس السبت في برازافيل، في الاجتماع الرابع للجنة عالية المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا أن موريتانيا تعتقد ان حظوظ نجاح اَي حل سلمي للأزمة في ليبيا يتطلب أخذ موقف الاتحاد الأفريقي واقتراحاته في الحسبان.

وفيما يلي نص خطاب وزير الشؤون الخارجية والتعاون:

" فخامة الرئيس دنيس ساسو نغيسو،رئيس جمهورية الكونغو ورئيس اللجنة رفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا ؛

أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات ؛

السيد رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي؛

السيد ممثل جامعة الدول العربية في ليبيا ؛

السيد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ؛

السيد المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا ؛

السيدة ممثلة الاتحاد الأوروبي في ليبيا ؛

سيداتي سادتي؛

أود في البداية أن انقل إلى جمعكم الموقر التحيات الأخوية لصاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز ،رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية،وتمنياته لقمتنا بالنجاح؛ فنظرا لالتزامات تم اعتمادها منذ بعض الوقت،يأسف فخامة الرئيس لعدم حضور هذا الاجتماع الهام على مستوى القمة.

اسمحوا لي أن اتوجه بالشكر العميق و التهانى الحارة إلى السلطات الكونغولية على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة وعلى التنظيم المحكم للدورة الحالية الرابعة للجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا.

فخامة الرئيس؛ أصحاب الفخامة رؤساء الدول ؛سيداتي سادتي؛

إن موريتانيا تعي تماما أن الأمن في منطقة الساحل والصحراء، وفي إفريقيا وحول البحر الأبيض المتوسط، مرهون، إلى حد كبير، بعودة السلام والوئام إلى هذا البلد الكبير والشقيق ، ليبيا ؛ بلد تربطه بموريتانيا وشائج القربى والثقافة الضاربة في القدم ،مبررات جعلت موريتانيا تقبل تشريفها برئاسة بعثة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى، إلى ليبيا، سنة 2011 في بدايات الأزمة في هذا البلد الشقيق.

لقد قاد فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز، كوكبة من الزعماء الأفارقة الكبار في مسعى يهدف آنذاك إلى تجنيب الشعب الليبي ويلات العنف الأعمى. فالجميع يعترف الْيَوْمَ بوجاهة وحكمة موقف القادة الأفارقة من الأزمة في ليبيا.

إن موريتانيا تعتقد ان حظوظ نجاح اَي حل سلمي للأزمة في ليبيا يتطلب أخذ موقف الاتحاد الأفريقي واقتراحاته في الحسبان.

فخامة الرئيس؛ أصحاب الفخامة رؤساء الدول ؛سيداتي سادتي؛

أود أن أنوه هنا بالجهود الحثيثة التي اضطلعت بها جمهورية الكونغو الشقيقة، بتوجيهات من فخامة الرئيس دنيس ساسو نغيسو،سبيلا إلى إيجاد حل توافقي في ليبيا، يحافظ على الحوزة الترابية والوحدة الوطنية والسيادة ،ويرسي دعائم دولة قانون قوية، قادرة على هزيمة الإرهاب والقضاء بفعالية على شبكات الجريمة العابرة للحدود.

إن ديناميكية السلام التي اطلقها فخامة رئيس جمهورية الكونغو ، باسم قادة القارة الأفريقية، أثمرت نتائج هامة من ضمنها لقاءات عالية المستوى في برازافيل وأديس بابا وجولات دبلوماسية ناجحة في شبه المنطقة وخارطة طريق واضحة المعالم.

ان إصراركم فخامة الرئيس، باسم القارة، على تنظيم حوار ليبي-ليبي شامل ودون محاذير، يشكل شرطا أساسيا لتحقيق السلام والمصالحة الوطنية في هذا البلد الشقيق.

وبهذا الخصوص، يشكل الالتزام الجماعي والعلني الذي اتخذه القادة الليبيون، اليوم في برازافيل، داعي أمل حقيقي يستحق الاشادة.

صاحب الفخامة؛ أصحاب الفخامة رؤساء الدول؛ سيداتي سادتي؛

بالاضافة إلى المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الليبي الشقيق، أفرزت الأزمة هناك ماساة المهاجرين الأفارقة ، في مشهد رهيب، يروح خلاله آلاف المهاجرين ضحايا لجشع المهربين وقسوة الشبكات الإجرامية، وهول عناصر الطبيعة؛ الشيء الذي يحتم اتخاذ إجراءات للتخفيف من التداعيات الإنسانية لهذه المأساة.

صاحب الفخامة؛ أصحاب الفخامة رؤساء الدول؛ سيداتي سادتي؛

إذا كان السلم في ليبيا يؤثر بصفة قطعية على السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، فإن العكس كذلك صحيح؛ الشيء الذي جعل موريتانيا تعمل، تحت قيادة فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز، على تعزيز الأمن والاستقرار في الساحل، عن طريق مبادرات هامة كمسار نواكشوط ومجموعة الساحل الخمس ؛ وفي هذا الإطار، تحيي موريتانيا الدورالإيجابي الذي تلعبه اللجنة الرباعية(الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية،الامم المتحدة والاتحاد الاروبي) و كذلك الجهود الطيبة التي تبذلها دول الجوار المباشر لليبيا.

شكرا والسلام عليكم".
 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم