الطب التقليدي: دوره و مكانته في المجتمع.

السبت, 03/02/2018 - 10:29

ساهم الأطباء التقليديون الموريتانيون في تخفيف أنات المرضى، و في رسم الإبتسامة العريضة على الوجوه بفضل العلاجات الفعالة و الأدوية الناجعة التي قدموها لأبناء مجتمعهم، في فترة ماقبل قيام الدولة الوطنية، و إلى يومنا هذا.
و تُطلق منظمة الصحة العالمية الطب التقليدي على " كل المعارف و المهارات و الممارسات القائمة على النظريات و المعتقدات و الخبرات الأصلية، التي تمتلكها مختلف الثقافات، و التي تستخدم للحفاظ على الصحة و الوقاية من الأمراض الجسدية و النفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين " .

و بشكل، يُثير الدهشة و الإعجاب، تمكن الطب التقليدي في موريتانيا و خارجها من تقديم وصفات شافية من علل و أوبئة يستعصى على الطب الحديث مداواتها، رغم كل الإمكانات التكنولوجية، التي يتوفر عليها.
و تتم عملية تشخيص المرض في الطب التقليدي بواسطة أحدى الطرق التالية: -الفحص السريري العادي -القصة المرضية للشخص -وضعية المريض الجسمية و النفسية و المادية.
كما تُساعد معرفة الطبيب التقليدي الواسعة بأحوال البلاد و العباد المناخية و المعيشية و النفسية في تسهيل و دقة تشخيص الحالات المرضية المُعايَنة.
و يعتمد الطب التقليدي على أدوية عشبية و طبيعية مستخلصة، بشكل أساسي، من نباتات و حيوانات معروفة في نفس الوسط البيئي للمريض غالبا.
و قد اشتهرت أسر بعينها في مجتمعنا المحلي بتعاطي مهنة الطب التقليدي، و ورّث سلفها خبراته و تجاربه القيمة لخلفه، الذي واصل في نفس الطريق، طريق صُنع الدواء للقضاء على الداء.
و نظرا، لأهمية الطب التقليدي، و مكانته المرموقة في المجتمع، قامت السلطات الصحية في البلد بدمجه في منظمومة الصحة العمومية؛ و يحظى أهله و ممارسوه الحقيقيون بالكثير من التقدير و الإحترام الرسمي و الشعبي داخل المجتمع.
و نشير، في الأخير، إلى أن طبيعة العلاقة القائمة بين الطب بشقيه الحديث و التقليدي هي علاقة تكامل و انسجام، و ليست علاقة حذف و صدام، اذ يسعى الطب التقليدي كما الحديث إلى علاج الناس من الأمراض، و إلى بلسمة الجراحات الجسدية و النفسية، العابرة و المزمنة

 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم