متسولو نواكشوط: استغلال لسخاء المواطن و تشويه لمظهر المدينة..

السبت, 10/03/2018 - 10:44

تنتشر مجموعات من مُمْتهني التسول عند ملتقيات الطرق الرئيسية داخل العاصمة نواكشوط، وعند بوابات المصارف البنكية، فضلا عن دور العبادة، من جوامع و مصليات، في مشهد مُنَفِرٍ و غير حضاري، يُضر بسمعة المجتمع، و يَنفي عنه صفة تشبثه بقيم التكافل الإجتماعي و الإعتناء بالمحتاجين و الضعفاء، المتحذرة في أفراده و شرائحه و قومياته العربية و الإفريقية. و بحكم وجودهم الدائم قرب اشارات المرور، باتت ملامح، كثير منهم، مألوفة لدى ساكنة العاصمة، مِمن يجودون عليهم بصدقات نقدية و عينية صباح مساء. و في أوقات الذروة المُرورِية، يستبيحون حيزا من وسط الطريق العام المخصص للسيارات حصرا، معرضين بذالك أنفسهم لخطر الدهس تحت عَجل المركبات السائرة، في مشهد فوضوي، يختلط فيه الحابل بالنابل، و تُكسر فيه كل القواعد و الأساسيات الواجب احترامها داخل المدن الكبيرة، و بخاصة عواصم الدول منها. إحتراف التسول و التكسب غير المشروع من خلاله، ظاهرة غير صحية، تستحق ان نتوقف عندها مليا، من أجل التدارس و البحث عن السبل القانونية و التنظيمية الكفيلة بوضع حد لهذا المسلك الحياتي و الوظيفي غير المقبول، على الأقل في نسخته الحالية المشوِهة لمظهر مدينتنا. و تَترتب على تعاطي التسول، بهذا الشكل، الذي نشاهده يوميا في الشوراع و المساجد و المستشفيات آثار سيئة على المجتمع، لما يعطي من انطباع سلبي لدى الزوار و العابرين، حول عادات و تقاليد المجتمع الموريتاني المسلم المتضامن. و أمام وضعية كهذه، تطالب الجهات المعنية بالبحث عن كيفية دمجهم في سوق العمل ليكونوا افرادا منتجين, و ينبذوا احتراف التسول, صونا لكرامتهم الانسانية من ذل المسألة, وحماية للمجتمع من عمليات الإبتزاز المكشوفة لسخاء و كرم المواطن المتشبع بتعاليم الدين الحنيف، الداعية لمواساة الضعفاء و المحتاجين الحقيقيين، و اللذين باتوا خارج،دائرة الاهتمام بسبب هيمنة غرمائهم المزيفين على المشهد.

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم