نظافة العاصمة : تنظيف العقليات قبل نظافة الشوارع

السبت, 24/03/2018 - 12:07

تشهد العاصمة نواكشوط هذه الأيام حملة نظافة واسعة بأيد وسواعد موريتانية خالصة وباشراف من الجهات المعنية، تواصل عملها في جميع مناطق العاصمة.
ورغم ذلك ترى عين المتجول في بعض مناطق العاصمة نفايات كثيرة على طرق رئيسة وفي أماكن سكنية في قلب العاصمة، فكيف توجد الأوساخ والنفايات والقمامة بهذه الكمية في نفس الوقت الذي توجد فيه جهود كبيرة متكاتفة لنظافة العاصمة؟ فما سر هذه المفارقة؟ وهل من حلول في الأفق للقضاء على هذا التناقض؟
تقع مسؤولية نظافة العاصمة على عاتق كل من المواطنين والسلطات الوطنية وعلى كل منهما أن يتحمل مسؤوليته ويؤدي عمله على الوجه المطلوب.
فمن جهة تسهر السلطات الوطنية والجهات المعنية على الحفاظ على نظافة العاصمة، وفق سياسات شاملة في عملية تشغل عددا كبيرا من عمال النظافة يصلون ليلهم بنهارهم منقسمين إلى عدة مجموعات تزاول عملها بالتناوب، وهم مزودون بآليات ووسائل ضامنة لتنفيذ العملية وترافقهم شاحنات كبيرة وحاويات كذلك، وحين تسافر بين أحياء العاصمة تشاهد وكأن شيئا لم يحدث.
ومن جهة أخرى فإن تنظيف العقليات هو أمر أولي لنظافة الشوارع وسبب أساسي فيه، حيث يجب على المواطنين أن يعو أن نظافة العاصمة هي لصالحهم هم أولا وآخر، وأن عصر المدينة الحديثة يفرض على الجميع أن يخدم الانسانية ويخدم وطنه بلا مقابل، وهو بذلك يخدم صحة بيته و ابنائهم وذويهم كما يخدم سمعته ويخدم نفسه قبل أي شيء، كما أن مظهر النظافة مظهر حضاري جميل ينم عن وعي الشعب وتحضره، فعلى المواطنين في كل ناحية أن يتحدوا ويجمعوا كلمتهم على تحديد مكان موحد لجمع القمامات في مكان واحد من كل حي من أحياء العاصمة، ويجعلوا غرامة مالية على كل من يرمي الأوساخ  في غير المكان المحدد لها، وبذلك تتحد الجهود وتصبح المسؤولية مزدوجة بين الجميع ولا يكلها أحد الطرفين للآخر، وبذلك تؤتي جهود السلطات أكلها ولا يذهب عمل الادارة سدى، ويستفيد المواطنون.
من هنا يصبح لزاما على السلطات الوطنية أن تبث روح الوطنية والاتحاد بين صفوف المواطنين من سكان العاصمة، كما على المواطنين أن يحملوا وامر السلطات على محمل الجد، حتى تتم العملية على أكمل وجه.
 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم