أدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الدكتورة ننه أمو دفا كان صباح اليوم الاثنين زيارة ميدانية لبعض رياض الأطفال النموذجية في العاصمة بمناسبة افتتاح العام الدراسي 2019- 2020.

وقد شملت هذه الزيارة روضتي أطفال مكه والدار البيضاء بمقاطعة الميناء، حيث تحدثت الوزيرة إلى مربيات الأطفال اللاتي أوصتهن بالجد والمثابرة وتحمل كامل مسؤولياتهن الجسيمة في تنشئة الأطفال بصفتهن المحطة الأولى في إعداد رجال المستقبل.

وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة على ضرورة مساهمة الجميع في تحسيس الآباء والأمهات بأهمية تسجيل أبنائهم في رياض الأطفال والاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسي الذى يشكل أفضل حاضنة للأطفال ويعدهم بشكل جيد من جميع النواحي التربوية والتنظيمية لدخول المدارس.

ويشكل التعليم ما قبل المدرسي من بين أمور أخرى ، مقاربة إستراتيجية من أجل إعطاء الطفل انطلاقة جيدة في الحياة من خلال تعليمه و تأهيله لولوج التعليم المدرسي من بابه الواسع .

ويسمح التعليم ما قبل المدرسي بتنمية القدرات الذهنية والمعرفية للأطفال، ويوجد في موريتانيا العديد من طرق تهذيب و حضانة الأطفال ومن بين تلك الطرق : مدارس القرآن المعروفة بالمحاظر ورياض الأطفال (العامة و الخاصة) و الحضانات الأهلية.

وتشير قاعدة بيانات إدارة الطفولة بوزارة الشؤون الاجتماعية و الطفولة و الأسرة المحينة سنة 2019 إلى أن أكثر من 30.000 طفل سيسجلون في التعليم ما قبل المدرسي في موريتانيا لهذا العام وهو ما يعني ولوج نسبة 9% من مجموع الأطفال البالغين سن التعليم ما قبل المدرسي و المقدرين بحوالي 260.000 طفل، غير أن هذه النسبة تحمل في طياتها تفاوت صارخ بين الوسطين الحضري و الريفي والمراكز الحضرية الكبيرة و غيرها، والأوساط المشجعة على التعليم ما قبل المدرسي و غيرها من الأوساط الأقل حظا في ذلك.

إن الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية لتحسين نظام التعليم ما قبل المدرسي وتوفير حضانات نوعية للأطفال يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. المصادقة على المرسوم المحدد لطرق تهذيب و حضانات الأطفال وانشاء وزارة مكلفة بتنمية الطفولة الصغرى المتضمنة للتعليم ما قبل المدرسي؛

2. صياغة البرنامج الوطني للتعليم ما قبل المدرسي الذي تم تأسيسه انطلاقا من احتياجات الأطفال ويحترم خصوصياتنا الاجتماعية و الثقافية؛

3. وضع نظام تكوين أولي ومستمر لفائدة مسؤولي تكوين الأطفال
( مربيات الأطفال ، ومنعشي الحضانات الأهلية)، وذلك من خلال مركز التكوين للطفولة الصغرى وفرق التكوين المتنقلة .

وحسب نفس المصدر بلغ عدد المربيات خريجات المركز منذ إنشائه سنة2003 حوالي 1000 مربية في حين بلغ عدد المنعشات في الحضانات الأهلية 2000 منعشة.

كم تم بناء و تجهيز العديد من رياض الأطفال العمومية مع تزويدها بعمال ويستفيدون من دعم للتسيير؛ فضلا عن ترقية المبادرات الخاصة و الأهلية لاستقبال و تعليم الأطفال في سن التعليم ما قبل المدرسي.

وقام القطاع بتمويل 53 مبادرة خصوصية سنة 2019 من أجل إنشاء رياض أطفال تديرها مربيات من خريجات مركز التكوين للطفولة الصغرى . ويستمر الآن تنفيذ و متابعة هذا البرنامج ومرافقته من طرف مؤسسة تمويل أصغر متخصصة في التمويلات الخفيفة الموجهة للنساء تعرف بالتجمع النسوي للقرض و الادخار.

ويتم حاليًا حشد الدعم من قِبل الوزارة من أجل رفع مستوى رياض الأطفال العامة في نواكشوط إلى مستوى قياسي (التجديد، التزويد بالمعدات وتحسين الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي).

ويستفيد الأطفال من ذوي الإعاقة ، بما في ذلك المكفوفون والصم ، من التعليم المتخصص الذي يقدمه مركز التكوين و الترقية الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة الذي تم إنشاؤه في عام 2014. وستخضع خدمات هذا المركز للتحسينات من حيث جودة سعة الاستقبال على مدى السنوات الخمس المقبلة كما سيتم بناء مجمع مزود بالمعدات والوسائل اللازمة لتشغيله.

وتجدر الإشارة إلى أن خطة عمل الإدارة لمدة 100 يوم لعام 2019 تنص على تحسين الأطر التنظيمية والمؤسسية والبرامجية للتعليم ما قبل المدرسي، والدعوة لحشد الموارد المالية اللازمة لتوسيع نطاقها في مجال الفقراء والفقراء من الأكثر ضعفا.

وفي عام 2020، يجري الاعداد لتنفيذ العديد من الإجراءات ، بما في ذلك تمويل والإشراف على افتتاح أكثر من 100 مبادرة لفتح رياض الأطفال من قبل خريجات مركز التكوين للطفولة الصغرى الموجهين نحو المناطق الأقل حظوة من التنمية للحد من التباين والتفاوت وتعزيز العدالة.

وسيتم إتباع منُاهج أخرى لتطوير تقديم خدمات ما قبل المدرسة من خلال دعم مبادرات الرعاية النهارية المجتمعية في مشاريع وبرامج التنمية المحلية.

سيتم تطوير تصاميم مجموعات رياض الأطفال والمعدات منخفضة التكلفة وإتاحتها للفاعلين والشركاء التقنيين والماليين في هذا القطاع.

إن تنفيذ التزام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتحسين الولوج للتعليم ما قبل المدرسي لفائدة 100.000 طفل قد بدأ بالفعل خلال المائة يوم من عام 2019 ، و خطة عمل 2020-2024 ستتخذ من هذا الالتزام إستراتيجية مهمة للغاية لأنه سيساعد ، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي مع 100000 طفل ، على تعزيز الوحدة الوطنية والإنصاف والحد من أوجه عدم المساواة وتمكين المرأة.

وكانت الوزيرة مرفوقة خلال هذه الزيارة بالأمين العام للوزارة السيد محمد محمود ولد أحمد ولد سيدى يحي وبعض المسؤولين المركزيين بنفس القطاع.