بتلاوات عطرة لآيات محكمات من كتاب الله العزيز، استهلت فعاليات ندوة تفاعلية جديدة من المنصة الحقوقية و السياسية التي دأبت إذاعة موريتانيا مؤخرا على تنظيمها، بإشراف مباشر من المدير العام للمؤسسة السيد محمد الشيخ ولد سيد محمد.
ندوة الليلة، التي أنعشتها كوكبة من الأكادميين و السياسيين و الباحثين و النواب و صناع الرأي و الوعي، تناولت موضوع "//الجمهورية 2019 'اسس' و 'قيم' و ' مفاهيم' ... //الجمهورية ... 2020 'التكامل' و 'التآزر "، اضافة الى العديد من المحاور الأخرى، و التي من ضمنها "رؤية دولة الحكامة و الإنصاف" التي عبر عنها فخامة رئيس الجمهورية في جميع خطاباته المرجعية.. داخل البلاد و خارجها.
و خلال مداخلاته، تحدث الضيف الرئيسي للندوة الخبير الإعلامي و السفير السابق المختار ولد داهي عن وجاهة الحديث عن ذكرى إعلان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني نيته للترشح في فاتح مارس 2019، فهو حدث تاريخي جذر الممارسة الديمقراطية في البلاد من خلال تكريسه و فرضه للتناوب السلمي على السلطة.
ليستفيض، الضيف، بعد ذلك في عرض تحليله لمحددات الخطاب المرجعي، مجملا المنجز السياسي والقانوني والتنموي الذي تحقق من مضامين ذالك الخطاب حتى الآن، فعلى الصعيد السياسي قد تم تطبيع المشهد بفضل انتظام اللقاءات المؤسسية، وتفعيل سنة التشاور بين السلطة والمعارضة الديمقراطية.. منوها، هنا، بانفتاح وسائل الاعلام العمومي، التي واكبت هذ التوجه الرسمي الجديد.
وعلى مستوى دولة القانون، يقول الخبير الإعلامي ولد داهي، فقد تم تعزيز مبدا الفصل بين السلطات، مدللا بظهور لجنة التحقيق البرلمانية و شروعها في ممارسة نشاطها دون تدخل او عرقلة من أي أحد.. إضافة إلى رد مظالم بلبوس سياسي و اداري عديدة، وفق تعبيره.
و على الصعيد التنموي، يضيف ولد داهي، فقد تم اتخاذ اجراءات بدأت تؤتي أكلها، و هي إجراءات تهدف لردم الفوارق و اصلاح التعليم و خلق اقتصاد قوي.. و لعل من ابرز تلك التدخلات، اعتماد برنامج "تآزر" و تعبئة غلاف مالي يصل حدود ال 40 مليار اوقية سنويا، مخصص بالكامل للمناطق التي توجد بها رواسب عبودية و تهميش ..تظاهرها مكونة "الشيله" و برنامج السكن الإجتماعي.. و غير ذالك من الإجراءات المهمة ...و بذالك تكون قاطرة التآزر الوطني قد انطلقت، وفقا لتعبيره.
و كان قبل ذالك، قد ألقى السيد أحمد سيد محمود كلمة افتتاحية بإسم الاذاعة بين فيها أن استحقاقات 2019 كانت مصيرية و فارقة لما حملت من خطاب و رؤية واضحة ترتكز على الإنصاف و ترسم آمالا عريضة في بناء الجمهورية على اسس و مفاهيم العدل و المساواة؛ للتصدي لكافة اشكال الغبن و التهميش.
إن مقاربة الدفاع و الأمن، يواصل المتحدث، المنتهجة اليوم تقدم في مجالات الشراكة و التدريب، و خدمة مصالح سكان الأرياف و المدن في ميادين الصحة و التدخل الإنساني نموذجا نال احترام الجميع.
و دعا المتحدث، في ختام كلمته، المختصين الى الإسهام في صناعة التغيير، فالعصر عصر اقتصاد معرفة تحرز فيه الثورة الرقمية و الاعلام الجديد التأثير السريع، و هو امر يفرض مشاركة النخب في صناعة لحظة التحول الكبرى، من خلال بعث قيم التغيير، و الإحتفاء بإشراقات نصر الثاني من اغسطس 2019.. عبر ابراز:
- أن موريتانيا الجمهورية اليوم تعني الثقة في دولة القانون و المؤسسات
- أن موريتانيا الجمهورية تعمل فيها الأغلبية و المعارضة دون ان يحل طرف مكان الآخر، و دون أن يكون التنوع في الأدوار سببا للتجاذبات
- أن موريتانيا الجمهورية اولويتها الآن هي القضاء على الفقر و التهميش و الظلم عبر خلق تنمية قوية و متوازنة
- أن موريتانيا الجمهورية في القها اليوم تعني بسط سياسة حسن الجوار، و الدبلومسية الذكية، المستحضرة لسفارة شنقيط العلمية، و حكامة التدبير الديني، الذي كنا و لا زلنا حدائقه الغناء و ثماره الزاهية
- أن موريتانيا الجمهورية اليوم، و بفضل مقارباتها، باتت مركزا لتسيير المبادرات في المنطقة و حلحلة الأزمات.
هذا، و قد شهدت هذه الندوة مداخلات متنوعة، ثمنت في جوهرها جو الهدوء و الإنفتاح السياسي و الاعلامي و عودة ثقة الشركاء التنمويين، و هو ميسم بارز طبع انطلاق هذه العهدة الرئاسية.. مشيدين بتوجه الحكومة الى تعزيز الوحدة الوطنية، و الاعتناء بالمواطن الضغيف من خلال اقامة برامج تضامن و تآزر؛ كما عددت المداخلات مضامين خطاب الترشح و خصوصيات و مميزات ما حمل من الرؤى و التصورات الشاملة، مطالبين بمنح القائمين على تنفيذه الوقت الكافي لتحقيق جميع الموعودات الواردة في "تعهداتي".
ودعت المشاركات، كذالك، الى الإعتزاز بقيم الثقافة الشنقيطية، التي اشاد بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أكثر من مناسبة و لقاء.