تناولت الحلقة الثامنة من البرنامج السامر "ليالي رمضان" كلا من الأستاذ الفقيه محمد بتار الطلبه؛ ود/المصطفى ولد السالك، للحديث عبر الأثير العام لشبكة إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وشاشة قناة شنقيط الفضائية حول موضوعي "الفتوة في المحظرة الشنقيطية" و نصائح عامة للصائمين".
وفي مستهل مداخلته، تعرض فضيلة الأستاذ الفقيه لمفهوم الفتوة مبرزا أن تعريفها ليس مقصورا على الأدب وإنما الأدب جزء منها.. مضيفا أن الفتوة في اللغة تعني الكرم والحرية.. وهي "منزلة الإحسان إلى الناس وكف الأذى عنهم واحتمال أذاهم" و "اجتناب المحارم واستعجال المكارم" والفتوة عند الجنيد "أن لاتنافر فقيرا ولاتعارض غنيا".. وبجملة واحدة هي "منظومة أخلاقية متكاملة تشملها كلمة الفتوة".
وقد تهادت عرض ضيف السهرة الكريم مطقوعات لهجية جميلة، وأراجيز وأنظام شعرية لمشايخ وفتيان محظريين حثت في مجملها على التمثل التام بمكارم الأخلاق، والتعاضد، وطلب العلم، مستدعية صورا أدبية حالمة، من ثنايا وأعطاف مساجلات ومشاعرات تلبس رداء المحلية العالمة، وقعت بين فتيان المحاظر الشنقيطية في سياقات زمكانية متباينة.. يكشف ماحملوها من توظيف مبدع لدرر الشواهد والمصطلحات الفقية والأصولية وغيرها.. عن فحولة وثراء أدبي شنقيطي فريد.
وقبل ذلك، جاءت مقدمة السهرة رشيقة المبنى وحلوة المعنى مجلية أن المحظرة الشنقيطية كانت قبلة ومثابة لأصحاب الذوق الرفيع، وأنها كانت بحق مصنعا للفتيان، المتبتلين في محراب الجمال ذوقا ومحبة ووجدا وصبابة وأدبا، بالإضافة إلى البعد العلمي الأصيل الرزين.. فكان للفتوة أن اخضر دوحها واشمخر في تلك الرحاب المحظرية الوادعة.
من جانبه، ضيف الحلقة الثامنة من ليالي رمضان د/المصطفى ولد السالك ذكر في مستهل مداخلته بالتحديات الصحية الكبرى التي باتت تعترض عالم اليوم، الذي هزه الظهور المفاجئ لفيروس 'سارس كوف 2' المسبب لجائحة كوفيد19 المستجد، موضحا الدور المحوري الذي لعبته الإجراءات الاستباقية، التي ساهمت في تجنيب بلادنا ولله الحمد لسناريوهات مروعة عاشتها بلدان وشعوب كثيرة عبر العالم جراء فاشية فيروس كورونا الفتاك، داعيا المواطنين الى المساهمة في منع إنتشار الوباء من خلال احترام اجراءات الوقاية الذائعة بين الناس، والبقاء في المنازل وتجنب الأماكن المزدحمة.. كما تخللت عرضه جملة من النصائح الهامة لمجمهور صائمي وصائمات شهر القرءان والصيام.

محمد فاضل محمد