روضة الصيام : "أمراض القلوب الأسباب والعلاج"

الجمعة, 08/05/2020 - 17:08

تناولت حلقة اليوم الجمعة  الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، من برنامج "روضة الصيام" موضوعا فقهيا هاما هو "أمراض القلوب الأسباب والعلاج" وقدم المحاضرة الشيقة والمفيدة الفقيه والداعية خاديل عبد الرحمن، من مسجد إذاعة القرءان الكريم، ومباشرة عبر أثير إذاعة موريتانيا وقناة المحضرة وقناة شنقيط الفضاية.
وقد أسر الفقيه قلوب المستمعين بموعظته الصادقة، حيث قسّم أمراض القلوب إلى قسمين :
ـ قلوب إذا ذكر الله وجلت وزادتها آياته إيمانا، وهي قلوب المؤمين بالله حقا.
ـ وقلوب تشمئز عند ذكر الله وهي قلوب الكافرين بالله.
وتطرق المحاضر للجانب اللغوي للقلب مشيرا إلى أنه يختلف معنى القلب عن الفؤاد، وأنما سمي القلب قلبا لتقلبه،  كما ذكر الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
ما سُمِّيَ القَلْبُ إلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ ولا الفؤادُ فؤاداً غيرَ انْ عقلا 
مضيفا أن القلب قد يقصد به العقل.
وفي عرض محاضرته وبعد أن أنهى التعريف اللغوي أشار المحاضر إلى أن أحوال القلوب أربعة: قلب سليم، ومثاله قول تعالى في إبراهيم عليه السلام :{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي خال من الشهوات والشبهات، وأستدل عليه بقوله تعالى: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
ثم القلب المريض وهو الذي به رغبة للشر والفجور ومثله قوله تعالى: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا .
ثم القلب القاسي وهو الذي لا يتعظ صاحبه، تخرج عليه الموعظة كالماء على الصخرة الصماء، مثل قوله تعالى : إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
ورابعها القلب الميت وهو الذي غطت عليه الذنوب ويصدق عليه قوله تعالى: كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ.
ثم مضى الفقيه يعدد أمراض القلوب فذكر : أن أخطرها الكبر وهو أول معصية عصي بها الله تعالى في الأرض، حين قال إبليس عليه لعنة الله لما أمره الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام : أنا خير منه خلقتي من نار وخلقته من طين، فكان هو أبو المتكبرين، ثم الحسد وذكر في قوله تعالى : : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، ثم الرياء وذكر في قوله تعالى : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلً، واسماه  النبي صلى الله عليه وسلم، بالشرك الأصغر، ثم البخل وذكر في قوله تعالى : ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه، وهو خلق مذموم لأنه مناف للبذل والانفاق والاحسان،  ثم الغل وأورد فيه قوله تعالى :  وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا .
وكان المحاضر يستشهد على كل أقواله بعد القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف بأبيات من الشعر العربي الأصيل، فمن ذلك :
ذا ركبوا الأعواد قالوا فأحسنوا" ولكنّ حسن القول خالقه الفعل
وقول الشاعر:
كَمْ مِنْ قَوِيٍّ قَوِيٌّ فِي تَقَلُّبـــــــــــــــــِهِ**مُهَذَّبِ الرَّأْيِ عَنْهُ الرِّزْقُ يَنْحَرِفُ
وَمِنْ ضَعِيفٍ ضَعِيفُ الْعَقْلِ مُخْتَلِطٌ** كَأَنَّمَا مِنْ خَلِيجِ الْبَـــــحْرِ يَغْتَرِفُ
وقول الشاعر :
مُحَسَّدُونَ وَشَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً. مَنْ عَاشَ فِي النَّاسِ يَومًا غَيْرَ مَحْسُودِ 
ومن الجانب الصحي استضافت الحلقة الدكتور موسى ولد عبد الله أخصائي الأوبئة، والذي جاء بعرض موجز عن جائحة "كورونا" مثمنا الجهود التي قامت بها السلطات الوطنية للحول دون تفشي هذا المرض الخطير، مضيفا أن موريتانيا كانت سباقة إلى فرض الاجراءات الضرورية، والتي آتت أكلها بفضل الله في حينها، مؤكدا على ضرورة الالتزام بهذه الاجرءات المفروضة من طرف السلطات، ومرشدا المواطنين إلى ضرورة المواصلة على الالزام بهذه الاجراءات الوقائية.
وختم الفقيه بقوله إن  دواء جميع أمراض القلوب هو كتاب الله وتدبره وتلاوته،  تلاوة خاشعة وخالصة لوجه لله تعالى، كما أجاب الفقيه على أسئلة مكرو الاذاعة، خاتما بالدعاء في وجه هذه الجائحة التي تظل العالم اليوم.
ديدي نجيب
 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم