تناول الجزء الأول من برنامج روضة الصيام في حلقته الــ24 موضوع "البيوع والعقود المشاكلة لها" في محاضرة ألقاها فضيلة العلامة/ أحمد ولد النيني بعد ظهر اليوم الأحد من رحاب مسجد إذاعة القرآن الكريم بمباني إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بنواكشوط.
وفي بداية عرضه، قال فضيلة المحاضر إن الموضوع المثار يحتاج إلى محاضرات ومحاضرات، مذكرا في بداية تقديمه للموضوع بأن البيوع جمع بيع، والبيع في اللغة هو الشراء؛ والعقود جمع عقد، والعقد كل ماله طرفان، إيجاب وقبول؛ والمشاكلة أي المجانسة والمماثلة للبيوع.. ووجه المشاكلة يرجع إلى العاقد والعوض.. فثمة تشابه وطيد بين العقود المشاكلة للبيوع والبيع..كالمغارسة والاجارة والجعل والكراء والقسمة والاقتضاء والمقاصة وغيرها من عقود مشاكلة للبيوع.. يقول تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).. وروي عن النبي صلى عليه وسلم قال أطيب الْكسْب عمل الرجل بِيَدِهِ وكل بيع مبرور""، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ووقف المحاضر مسترسلا في تبيين تعريف بن عرفة للبيع الذي نصه "عقد معاوضة على غير منافع ولامتعة لذة والغالب عرفا... منه بزيادة ..مكايسة أحد عوضيه غير ذهب ولافضة معين فيه غير العين" .
وأشار إن الشخص يجب عليه تعلم أحكام البيع قبل أن يمارسه، وإذا تعلم الأحكام وعرفها يجب عليه أن يكون هو ممارس للبيع بنفسه، ليقوم بعقود يسمح بها الإسلام.
وذكر أن من حكم البيع التوصل إلى مافي يد الغير على وجه جائز، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) .. مستحضرا، في هذا المنوال، الحديث النبوي الشريف "" رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى "" .
وأضاف أن البيع تعتريه أحكام الشريعة الخمسة فيأتي واجبا كشراء الشخص مايحتاجه من ضروريات، ومباحا كالشراء للتوسع، ومكروها، ومندوبا كمن أقسم على غيره كأن يبيع بعض ممتلكاته، فيندب له أن يبر بيمين أخيه المقسم إذا لم تكن في ذلك مضرة، وممنوعا كعقد اختل في بعض شروطه وأركانه.
وأكد المحاضر أن البيع من أفضل الأعمال، لأن فيه "البيع المبرور" الذي لم يعصى الله تبارك وتعالى فيه، ولابه، ولامعه.. مستعرضا، بعد ذلك، شروط البيع وأركانه، التي حصرها في خمسة هي: 'العاقدان المشتري والبائع؛ والمعقود عليه من الثمن والمثمن؛ والصيغة الدالة على صحة العقد'.
بدور، تحدث ضيف الجزء الصحي من روضة الصيام الدكتور اسحاق الشيخ سيديا، اختصاصي الأمراض المعدية عن فاشية كورونا، موضحا في مستهل مداخلته الملابسات الأولى لظهور المرض في ووهان الصينية، وماتبعها من انتشار دراماتيكي للجائحة عبر العالم؛ مشددا على أن الوقاية هي سبيل الوحيد لتفادي الاصابة، داعيا المواطنين إلى التقيد الواعي والمسؤول بكافة الاجراءات الاحترازية داخل المنازل وخارجها، حاثا الجميع على المساعدة في التبليغ عن حالات الاشتباه والتسلل سبيلا لمحاصرة تفشي الوباء في البلاد.
هذا، ونشير إلى أن هذه الحلقة ال24 من روضة الصيام قد بثت بشكل مباشر وموحد على أمواج الإذاعة العامة، وعلى قناتي شنقيط والمرابطون الفضائيتين، كما ستتم إعادة بثها يوم غد على قناتي الموريتانية والمحظرة.
م.ف.م