مشاركة بلادنا بالرباط في ندوة علمية حول واقع تعليم الفتيات

الأربعاء, 17/04/2024 - 17:36

قالت معالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة السيدة صفية بنت انتهاه، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية إن “التعليم يعتبر بصفة عامة شرطا ضروريا لأية تنمية يراد لها النجاح، غير أن تعليم النساء والفتيات يكتسي أهمية خاصة، ليس لكونه حقا أصيلا من حقوق الإنسان، بل لأنه يحرر أيضا طاقات النساء والفتيات ويمكنهن من المشاركة الفاعلة في العملية التنموية، وهو صمام أمان المجتمع والطريق المستقيم للتنشئة الاجتماعية السليمة، وهو ما جعل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يتخذه محورا أساسيا في برنامجه المجتمعي للنهوض بموريتانيا، وتجسده رؤيته المتمثلة في المدرسة الجمهورية”.

جاء ذلك في كلمة لها خلال مشاركتها اليوم الأربعاء في أعمال الندوة العلمية المنظمة بالتعاون بين منظمة المرأة العربية، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) حول واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي، التي تستضيفها مدينة الرباط، خلال الفترة من 17 إلى 19 إبريل الجاري.

وتهدف هذه الندوة إلى مناقشة واقع الفتيات والنساء في مجال التعليم، وتوفير المعارف والأدوات اللازمة، إضافة إلى تعزيز التعاون مع أصحاب المصلحة في هذا المجال، والتشاور مع صانعي القرار من الشركاء الإقليميين من أجل إنشاء قاعدة بيانات استراتيجية لصياغة جدول أعمال إقليمي شامل لحق الفتيات في التعليم.

وأفادت معالي الوزيرة بأن معدل التحاق البنات بالتمدرس في الجمهورية الإسلامية الموريتانية يصل إلى 85% مقابل 77.7% بالنسبة للأولاد، وبالنسبة للتعليم الثانوي فإن نفس المؤشر يسجل تباينا كبيرا بين الوسطين الحضري والريفي، مشيرة إلى أن المعطيات المتوفرة لمعدل الالتحاق بالتعليم الثانوي يصل إلى 76% في الوسط الحضري مقابل 24% في الوسط الريفي، مع تقارب بين نسب الأولاد والبنات، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل التحاق الأولاد بالتعليم الثانوي يصل إلى 51% مقابل 48.7% بالنسبة للبنات.

وبخصوص التعليم العالي، بينت أن 67.45% من حملة الشهادات العليا هم من الذكور، في حين تصل نسبة الإناث ذوات الشهادات العليا إلى 32.5%، مضيفة أن هذه المؤشرات تعتبر متناغمة إلى حد ما مع المؤشرات في معظم دول المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية.

وأوضحت معالي الوزيرة أن الحكومة الموريتانية، ولتجاوز هذه العراقيل، بادرت إلى تنفيذ سياسات هامة بهدف القضاء على الصور النمطية التي تعيق تمدرس النساء والفتيات، بالتزامن مع السياسات الوطنية لتشجيع تعليمهن والقضاء على مجمل العراقيل المذكورة آنفا، والتي من أهمها تكريم الفتيات المتفوقات من مختلف مراحل التعليم، وتوفير النقل المدرسي وخاصة في الوسط الريفي وبشكل أخص في الجهات التي تشير المؤشرات إلى تدني نسبة تعليم الفتيات فيها، إضافة إلى توفير تكوين مهني للفتيات المنقطعات عن الدراسة لسبب أو لآخر من خلال تدريبهن على الحرف التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل على المستوى الوطني، وترقية التعليم ماقبل المدرسي بوصفه رافعة للتعليم، وكذا تكثيف الحملات التحسيسية لتصحيح الصور النمطية التي تعيق تعليم النساء والفتيات.

وأشارت إلى أن من أهم المعوقات التي تعيق تمدرس النساء والفتيات بمختلف بلدان المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عموما، مع تسجيل بعض الفروق، هي زواج الأطفال، وما يترتب عليه من إكراهات الحمل المبكر وتحمل المسؤوليـة، وتكبيل النساء والفتيات بواجبات الأجندة المنزلية، إضافة إلى الإكراهات المرتبطة بالخارطة المدرسية وخصوصا في الوسط الريفي، وكذا الفقر وخاصة في الوسط الريفي، وضعف التنسيق بين العائلة والمدرسة.

وأكدت على أن نتائج هذه الندوة ستأخذ بعين الاعتبار النهوض بتعليم الفتيات، مشيرة إلى أن مشاركة منظمة المرأة العربية في تنظيم هذه الندوة العلمية يبرهن بقوة على إرادتها في النهوض بالمرأة العربية.

وثمنت معالي الوزيرة في ختام كلمتها تنظيم هذه الندوة العلمية مضيفة أنهم ينتظرون النتائج والتوصيات التي ستتوج أعمالها، ليستأنسوا بها للنهوض بتعليم الفتيات والنساء.

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم