أشرف المفوض المساعد للأمن الغذائي، السيد الإمام ولد عبداوة، رفقة والي الحوض الغربي، السيد أحمدا ممدو كلي، اليوم في مدينة لعيون، على افتتاح ورشة إطلاق برنامج دعم الصمود الغذائي في وسط وشرق موريتانيا، المنفذ من طرف مفوضية الأمن الغذائي بتمويل من التعاون الإيطالي.
وتجمع هذه الورشة، التي تدوم يومين، ممثلين عن السلطات الإدارية في ولايات الحوضين ولعصابة وتگانت، إضافة إلى المسؤولين الجهويين لقطاعات الأمن الغذائي، والتربية وإصلاح النظام التعليمي، والمياه والصرف الصحي، والزراعة والسيادة الغذائية، ورؤساء المجالس الجهوية والمنتخبين المحليين. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الأمن الغذائي والرفع من مستوى تمدرس الأطفال في الأوساط الهشة، من خلال مشاريع تنموية وأنشطة مدرّة للدخل تُقام حول المدارس.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح المفوض المساعد أن منطقة وسط وشرق موريتانيا، نظرًا لحجمها الديمغرافي وارتفاع مستويات الهشاشة فيها، تُشكّل أولوية في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وتحتل تبعًا لذلك مكانة خاصة في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي تعمل حكومة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، على تنفيذه.
وأضاف أن البرنامج يهدف إلى تعزيز صمود السكان بشكل مستدام، وخاصةً آباء التلاميذ من الأسر الأكثر فقرًا، بما يضمن لهم مواصلة تعليم أبنائهم في مناطق تعاني من معدلات تسرب مدرسي مرتفعة، مما يهدد مستقبل العديد من الأطفال في الأرياف ويؤثر سلبًا على جهود الدولة في مجال التنمية البشرية.
وأشار إلى أن المشروع يندرج ضمن نهج جديد يركّز على تنفيذ مشاريع صغيرة متكاملة تشكّل أقطابًا تنموية حول المدارس، تسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ومحاربة التسرب المدرسي، وزيادة الإنتاج الزراعي.
وأكد المفوض المساعد أن مقاربة البرنامج تعتمد على إنشاء مشاريع صغيرة يكون توفير المياه الصالحة للشرب والإنتاج الزراعي حول المدارس عمودها الفقري، وهو ما سيسمح بإقامة أقطاب تنموية صغيرة تسهم في تحسين المستوى المعيشي لآباء التلاميذ، وتوفير بيئة حاضنة لمشاريع زراعية وأنشطة مدرّة للدخل.
وأضاف أن هذه المقاربة سيكون لها أثر بالغ في الرفع من المستوى المعيشي للسكان، وزيادة نسبة استبقاء التلاميذ في الفصول الدراسية. وتستفيد من البرنامج الأوساط الأكثر هشاشة حول المدارس في ولايات الحوضين ولعصابة وتگانت.
وفي ختام كلمته، تقدّم المفوض المساعد بالشكر الجزيل للتعاون الإيطالي على دعمه المتواصل لجهود بلادنا التنموية، وعلى اختياره المفوضية شريكًا في البرامج الهادفة إلى تعزيز صمود الفئات الهشة. كما دعا المشاركين في الورشة إلى إثراء النقاش بالأفكار والملاحظات والمقترحات البنّاءة، بما يضمن رفع مردودية البرنامج ونجاعة مقاربته ذات البعدين الاجتماعي والتنموي.
ومن جانبه، نوّه رئيس جهة الحوض الغربي، السيد جمال ولد محمد، بالدور الذي تضطلع به مفوضية الأمن الغذائي في تنفيذ السياسة الوطنية لدعم الإنتاج الزراعي والحيواني في الولاية، مشيدًا بما حققته برامجها من انعكاسات إيجابية على ظروف المواطنين المعيشية، وداعيًا إلى مزيد من التنسيق مع الشركاء والمنتخبين المحليين لتحقيق الأهداف المرجوة في مجال الأمن الغذائي وتعزيز صمود الفئات المستهدفة.
أما العمدة المساعدة لبلدية لعيون، السيدة فاطم بنت شنوف، فقد رحّبت في كلمتها بإطلاق هذا البرنامج، مثمّنةً ما للتدخلات الاجتماعية للمفوضية من أثر إيجابي على حياة السكان.
وجرى إطلاق البرنامج بحضور حاكم مقاطعة لعيون، وعدد من أطر المفوضية، والمنتخبين المحليين، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية في الولاية.