دشن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء بمدينة انواذيبو، المقر الجديد للمحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.
وقام فخامة رئيس الجمهورية بجولة داخل مختلف أقسام المحطة، حيث اطلع على مكوناتها وتجهيزاتها، وتلقى شروحا حول مسطرتها البرامجية، ودورها في توعية المواطنين وتثقيفهم، وتقريب الخدمة الإعلامية من سكان الولاية، وذلك قبل أن يقوم فخامته بقطع الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا ببدء تشغيل المقر الجديد.
وقد جهز هذا المقر بوسائل إنتاج وبث إذاعي رقمي حديثة، إلى جانب وحدة للإنتاج السمعي البصري، ما سيمكن من تحسين جودة البرامج، وتسريع نقل الخبر، وضمان وصول الصوت الإذاعي إلى أوسع نطاق داخل الحيز الجغرافي لهذه الولاية.
ويأتي تدشين هذا المقر في إطار الجهود التي تقوم بها الحكومة لتطوير البنية التحتية لمؤسسات الإعلام العمومي، وتعزيز قدراتها الفنية والتقنية لمواكبة متطلبات التحولات المتسارعة في المجال الإعلامي.
وسيسهم المقر الجديد للمحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا في تعزيز أداء هذه المحطة وإبراز خصوصيات العاصمة الاقتصادية، ونقل انشغالات سكانها، ومواكبة الحركية التنموية والاقتصادية التي تشهدها، وتقريب الخدمة الإعلامية من المواطنين بوصفها حلقة وصل أساسية بين المواطن وصناع القرار.
وأوضح معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، في كلمة بالمناسبة، أن تدشين الإذاعة الجهوية بنواذيبو لا يمثل مجرد افتتاح مرفق إعلامي جديد، بل يعكس رؤية وطنية تعتبر الإعلام العمومي ركيزة من ركائز السيادة والتنمية والعدالة المجالية.
وأوضح أن فخامة رئيس الجمهورية يولي عناية خاصة لتطوير المؤسسات الوطنية، إيمانا منه بأن البنية التحتية العمومية لا تقتصر على تشييد المبنى أو تحديث الوسائل، بل تشمل أيضا ترسيخ حضور الدولة في الفضاء العام، وتعزيز ثقة المواطن في مؤسساته، وتمكين هذه الهيئات من أداء أدوارها في ظروف لائقة وفعالة، مشيرا إلى أن هذا التوجه انعكس على مختلف الهيئات الدستورية والتشريعية والتنفيذية والضبطية التي تم بناؤها واكتست جميعها حلتها الجديدة.
وأشار معالي الوزير إلى أن هذا اللقاء اليوم يؤكد أن الإعلام كان ولا يزال إحدى عتبات البناء الوطني الطويل حيث تم خلال السنوات الست الماضية إنشاء ما يقارب 70% من جميع محطات إذاعة موريتانيا ووسائل الإعلام العمومية القائمة حاليا، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ القطاع، مضيفا أن هذا التدشين يكرس مرحلة جديدة من إعلام القرب وإعلام المشاركة، حيث يصبح الصوت المحلي حاضرا والمواطن شريكا في الفضاء العمومي.
وأضاف أن فخامة رئيس الجمهورية آمن منذ الوهلة الأولى بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ ببناء الوعي، وأن بناء الوعي لا يكتمل دون إعلام قوي، مهني ومسؤول، مشيرا إلى إطلاق مسار وطني لإصلاح الحقل الإعلامي توج بإنشاء اللجنة العليا لإصلاح قطاع الإعلام، وجعل الإعلام رافعة للتنمية وأداة لترسيخ الثقة وجسرا بين السلطة والمجتمع ومنبرا للنقاش العمومي الرشيد.
وفي مجال تقريب الخدمة الإعلامية، أشار معالي الوزير إلى أن بلادنا شهدت خلال السنوات الست الماضية تقدما غير مسبوق تمثل في إنشاء عشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية الجهوية، وتعزيز حضور الوكالة الموريتانية للأنباء، وتوسيع شبكة البث لتشمل المناطق النائية التي ظلت لسنوات طويلة خارج دائرة التغطية، مبرزا أن كسر هذه العزلة الإعلامية ليس فقط بمد الترددات، وإنما بمد جسور الانتماء وردم فجوة النفاذ إلى المعلومة وترسيخ مبدأ المساواة في الحق في الإعلام أينما كان المواطن وحيثما وجد.
واستعرض معالي الوزير بعض الإنجازات التي تحققت لصالح القطاع خلال السنوات الأخيرة، والتي من بينها مراجعة قانون السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بما عزز استقلاليتها، ووسع تمثيليتها، وكرس انفتاحها على الجسم الصحفي، وعلى الطيف المعارض وعلى قيم النوع والتنوع، إلى جانب صدور القانون المهني للصحفيين، ومراجعة قانون الاتصال السمعي البصري، ومضاعفة رواتب جميع العمال العاملين بمؤسسات الإعلام العمومي، وترسيم عمال الإعلام العمومي بعد عقود من الهشاشة المهنية.
جرت فعاليات التدشين بحضور الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، ووالي داخلت نواذيبو، ورئيس منطقة نواذيبو الحرة، ورئيس جهتها، وعمدة بلدية نواذيبو، ونوابها، والمدير العام لإذاعة موريتانيا، وقادة الوحدات العسكرية والأمنية في الولاية.

