اختتام الدورة السادسة للجنة الكبرى المشتركة الموريتانية الغامبية للتعاون

أشرف معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، رفقة معالي نائب رئيس جمهورية غامبيا السيد محمد بشير سيدي جالو، اليوم الجمعة بالأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، على اختتام أشغال الدورة السادسة للجنة الكبرى المشتركة الموريتانية الغامبية للتعاون، قبل أن يوقعا البيان الختامي لجنة التعاون المشتركة بين غامبيا وموريتانيا.

وشهد الحفل توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكول الاتفاق، شملت مختلف مجالات التعاون تم توقيعها على التوالي من طرف أصحاب المعالي وزراء الشؤون الخارجية، والطاقة والنفط، والصيد والتجارة من كلا البلدين، إضافة إلى سفيري البلدين.

وتضمنت هذه الاتفاقيات مشروع اتفاقية تسليم المجرمين واتفاقية المساعدة القضائية في المسائل الجنائية، بينما شملت مذكرات التفاهم مجالات الدفاع، الشباب، التعليم، الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة، القطاع الرقمي، الموارد المائية، ومصايد الأسماك.

فيما تضمنت بروتوكولات الاتفاق مجالات التعدين، الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني، الطاقة والمحروقات، التجارة، السياحة والفنادق.

وأوضح معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي في كلمة الاختتام، أن جلسات هذه الدورة شكلت مجالا لتعزيز أطر التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته بما يخدم مصالح بلدينا وشعبينا.

وجدد الترحيب بمعالي نائب الرئيس الغامبي ووفده المرافق في بلدهم الثاني موريتانيا راجيا لهم عودة ميمونة.

في ما يلي نص الخطاب:

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ها نحن الآن بفضل الله وعونه نشرف على اختتام أشغال الدورة السادسة لاجتماع اللجنة الكبرى المشتركة للتعاون بين بلادنا وجمهورية غامبيا الشقيقة.

وليست روابط الدين وأواصر القربى والعلاقات التاريخية بين شعبينا ببعيدة منا حين نستلهم من تعليمات صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عزمه على توطيد علاقات بلادنا بجيرانها بشكل خاص وبافريقيا بشكل عام، حيث تشكل هذه الروابط محفزا دائما في نظره لدعم الشراكة بين بلدان قارتنا والعمل على تطوير أداء مؤسساتنا وتنمية اقتصاداتنا والاعتماد على مقدراتنا وقدراتنا الذاتية للرفع من شأن شعوبنا ومن قدرتها على الصمود في وجه كل التحديات.

لقد عملنا جميعا خلال هذه الجلسات على تعزيز أطر التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته بما يخدم مصالح بلدينا وشعبينا، وذلك بالدفع بقطاعاتنا التنموية إلى الأمام، خصوصا تلك التي نمتلك فيها ميزات تفضيلية كالتنمية الحيوانية والصيد والزراعة والتجارة والصناعة… إلخ

وأعيد الترحيب بكم صاحب المعالي وبالوفد المرافق لكم وبإخوتنا الغامبيين في بلدهم الثاني موريتانيا، وأرجو لكم عودة ميمونة إلى بلدكم.

كما أتقدم بالشكر الجزيل للخبراء من الجانبين الذين سهروا على إنجاح أعمال هذه الدورة.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

بدوره عبر نائب رئيس جمهورية غامبيا عن خالص تقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الهام، مشيرا إلى أن هذه الدورة التي استمرت يومين تعتبر شاهدا حيا على عمق الصداقة المتينة والشراكة المتنامية بين البلدين:

في ما يلي نص الكلمة:

“في ختام هذه الدورة التاريخية السادسة للجنة المشتركة للتعاون بين موريتانيا وغامبيا، يطيب لي أن أعرب عن خالص تقديري لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الهام.

لقد شكل اليومان الماضيان شهادة حية على عمق الصداقة المتينة والشراكة المتنامية بين بلدينا. فقد أرست المداولات الفنية التي جرت في السادس والعشرين من يونيو قاعدة صلبة، وجاءت لقاءاتنا رفيعة المستوى اليوم لتكرّس رؤية مشتركة لمستقبل أكثر ديناميكية وتبادلية وفائدة للطرفين.

ويسعدنا بشكل خاص التوقيع الناجح على اثني عشر (12) مذكرة تفاهم، تغطي طيفاً واسعاً من القطاعات ذات الأولوية، بدءًا من التجارة والتعاون الجمركي، ومروراً بقطاعي الصيد والطاقة، والتعليم والزراعة، وأمن الحدود، وغيرها.

إن هذه الاتفاقيات ليست ذات قيمة رمزية فحسب، بل تمثل التزاماً حقيقياً من الجانبين – غامبيا وموريتانيا – بتعميق التعاون، وتعزيز الروابط المؤسسية، والعمل سوياً لمواجهة التحديات المشتركة بوحدة الهدف.

لقد عكست المناقشات الثرية والعميقة خلال هذه الدورة نضج علاقاتنا الثنائية، ووضوح أهدافنا المشتركة. وقد اتفقنا على خطوات عملية وأطر تنفيذية لتعزيز التجارة الإقليمية، وحماية مواردنا الطبيعية المشتركة، وتحسين فرص التعليم لشبابنا، وخلق سبل عيش مستدامة لمجتمعاتنا.

إننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل، ولكن أيضاً بإحساس عميق بالمسؤولية، فمن الضروري أن تضطلع وزاراتنا المعنية، وهيئاتنا الفنية، ومؤسساتنا التنفيذية بدور نشط في تفعيل هذه الاتفاقيات. ويجب أن يتم التنفيذ في الوقت المناسب، وأن يكون منسقاً، وموجهاً نحو تحقيق النتائج، فتلك هي الطريقة التي نقيس بها نجاح هذه الدورة.

وباسم رئيس الجمهورية، وحكومة، وشعب جمهورية غامبيا، أتوجه بجزيل الشكر لحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الموريتانية على حفاوة الاستقبال، وحسن التنظيم، والترتيبات الاستثنائية التي أُعدت لإنجاح هذا اللقاء. إن التزامكم بتعزيز هذه الشراكة محل تقدير كبير.

ولكم، معالي السيد المختار ولد أجاي، الوزير الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وإلى زملائي الوزراء، وكافة أعضاء الوفود والفرق الفنية، أقدم التحية على تفانيكم وروحكم القيادية. وإنني لعلى ثقة بأن القرارات التي اتخذناها هنا اليوم ستُحدث تحولاً إيجابياً في مسار علاقاتنا خلال السنوات المقبلة.

فلنغادر نواكشوط بروح متجددة، وهدف موحد، وعزم على تحقيق فوائد ملموسة لشعبينا.

نسأل الله أن تنمو وتزدهر أواصر التعاون بين غامبيا وموريتانيا، وأن تتسع وتثمر باستمرار.

شكراً لكم جميعاً. يحيا التضامن بين غامبيا وموريتانيا!

عاشت الشراكة بين غامبيا وموريتانيا”.

حضر اختتام الدورة أعضاء الوفدين الموريتاني والغامبي.