الخريف في لعيون… لوحة طبيعية تأسر الألباب

مع أولى بشائر الخريف، تنبعث الحياة في ضواحي مدينة لعيون، فتتحول إلى لوحات طبيعية مفعمة بالألوان، تستقطب القلوب قبل الأبصار، وتدعو الزائر إلى ترك صخب المدن وراءه والانغماس في أحضان الطبيعة.

حين تتوشح السماء بغيومها الرمادية، وتتناثر الخضرة على امتداد البصر، تبدو “عروس الشرق الموريتاني” في أبهى حلة، مزينة بأزهار برية ونباتات يانعة، تغازل نسمات الرياح العليلة.

وفي تنبمبه، والمخروكات، وجوف ترني، واكليب إنيمش، واقليك أهل حناني، وأم كرية، يلتقي الأصدقاء والأسر تحت ظلال الأشجار الباسقة، قرب جداول الماء الرقراقة، يتبادلون أطراف الحديث على بساط الطبيعة.

هنا، تفوح رائحة الشواء، ويتصاعد بخار الشاي الموريتاني الأصيل، بينما ينساب الوقت ببطء في لحظة صفاء نادرة، تعانق فيها الطبيعة الإنسان، وتمنحه من جمالها ما يكفي لزرع البهجة في القلب والطمأنينة في الروح.

الأطفال في الخريف هم أبطال الحكاية، يركضون تحت المطر، ويغتسلون بمياهه العذبة، يمتطون الخيل والجمال، يتسلقون الربى والهضاب، ويبتكرون من الطين والأشجار ألعابهم الخاصة، في مشاهد من البراءة النقية التي لا يبهت لونها.

ومع هذه الحركة السياحية النشطة، تدب الحياة في أسواق مدينة لعيون، فتزدهر التجارة وتنتعش الخدمات، في انعكاس مباشر على معيشة السكان.

ويامل الأهالي أن تسهم توجيھات فخامة رئيس الجمهورية بقضاء العطلة في الداخل في تعزيز هذه الحركية، بما يحمله ذلك من آثار اقتصادية واجتماعية إيجابية تعود بالنفع على الجميع.