انطلاق فعاليات مهرجان الطينطان الثقافي المخلّد للذكرى المئوية لتأسيس المدينة

احتضنت مدينة الطينطان، ليلة البارحة، فعاليات مهرجان الطينطان الثقافي المخلّد للذكرى المئوية لتأسيس المدينة، تحت إشراف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، رفقة والي الحوض الغربي السيد أحمد ممادو كي، ورئيس جهة الحوض الغربي، وحاكم مقاطعة الطينطان، وعمدة البلدية، إلى جانب جمع غفير من المثقفين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي، وسط أجواء احتفالية صاخبة زُيّنت بالأغاني الحماسية والأناشيد الوطنية.

ويهدف المهرجان إلى إبراز الدور الريادي لمدينة الطينطان في نشر العلم وصون التراث وتعزيز الهوية الوطنية، مع الحرص على جعل الثقافة ركيزة للتنمية وأداة لترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية والترويج للسياحة الداخلية.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد معالي الوزير الحسين ولد مدو أن المهرجان يشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي الوطني، وتجسيدًا للرؤية المتبصّرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى جعل الثقافة رافعةً للتنمية والتوازن الاجتماعي، وترسيخًا لمكانة المناطق الداخلية في خريطة التنمية الشاملة.

وأضاف الوزير أن الاحتفاء بالمئوية يأتي في سياق نهضة تنموية شاملة تشهدها مدينة الطينطان، شملت تحسين البنى التحتية وتطوير الخدمات وتوسيع مجالات التعليم والنفاذ إلى التنمية المستدامة، وهي مكاسب تعكس الإرادة الصادقة لرئيس الجمهورية في بناء دولة عادلة ومتوازنة تضع الإنسان في صميم التنمية.

من جانبه، قال رئيس المهرجان أكار مصطفى لهاه إن هذا الحدث يمثل محطة تاريخية للاعتزاز بمسيرة قرنٍ من التأسيس والعطاء، مؤكدًا أن الذكرى المئوية ليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي ذاكرة مشتركة لكل أبناء الطينطان الذين خلّدوا اسم المدينة بالعلم والتضحيات.

وأضاف أن الطينطان لم تكن مجرد رقعة جغرافية، بل رمزٌ للهوية والوحدة والقوة، وهي اليوم تجدد العهد مع المستقبل بثقة وإيمان وتمسك بالقيم الراسخة التي أرساها الآباء الأوائل.

أما رئيس جهة الحوض الغربي السيد جمال ولد محمد، فقد شدد على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية للطينطان، التي كانت وما تزال منارة للعلم وروحًا للمقاومة ومأوى للعلماء ورجال الفكر والدين، مؤكدًا أن المدينة أسهمت في تشكيل الوعي الوطني والديني لموريتانيا الحديثة.

بدوره، رحّب عمدة بلدية الطينطان السيد محمد المختار ولد محمد التراد بالوفود الرسمية والمشاركين، مشيدًا بتعاون أبناء المدينة وسلطاتها المحلية لإنجاح المهرجان، ومؤكدًا أن الطينطان تفتح ذراعيها اليوم لكل الزوار لتجدد العهد مع الثقافة والأصالة والانفتاح.

هذا، وقد قام معالي وزير الثقافة والوفد المرافق له بزيارة بعض المنتزهات الطبيعية بالمدينة، التي تزدان بـ كثبانها الرملية وسهولها الخضراء وأشجارها الوارفة وكهوفها الجميلة، في مشهدٍ يجسد جمال الطينطان وتنوعها الطبيعي.