أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء في مدينة ازويرات، عاصمة ولاية تيرس الزمور، على تدشين جملة من المنشآت والمشاريع التنموية ووضع حجر الأساس لأخرى خدمية هامة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.
وشملت المنشآت التنموية التي دشنها فخامة رئيس الجمهورية في مدينة ازويرات محطتين جديدتين، إحداهما شمسية بقدرة 12 ميغاوات، والأخرى حرارية بقدرة 30 ميغاوات، وهو ما يمثل نسبة 29% من الطاقة النظيفة.
ويهدف هذان المشروعان إلى زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية مواكبة لتطور أنشطة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “سنيم”، فضلا عن تغطية الحاجيات المتزايدة من الطاقة، على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وكذا زيادة نسبة الطاقة النظيفة في المزيج الطاقوي للشركة الوطنية للصناعة والمناجم.
ويتضمن المشروع الأول: والذي تبلغ تكلفته المالية 10.757.284,2 دولار بتمويل كامل من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم؛ والمتمثل في المحطة الشمسية 12 ميغاوات، تركيب وتجهيز 21840 لوحا كهروضوئيا، بقدرة 550 وات لكل لوح، ودمج 34 وحدة للتحويل من التيار المتواصل إلى التيار المتردد، إضافة إلى التوصيلات الكهربائية والتجهيزات الفنية والإدارية الضرورية لعمل المحطة.
فيما بلغت تكلفة المشروع الثاني الخاص بالمحطة الحرارية 56.448.596 يورو ممول من خزينة “سنيم”؛ ويتألف من 3 مولدات كهربائية تبلغ طاقة كل منها 10 ميغاوات، تعمل كلها بالفيول والديزل، وثلاث محطات فرعية لتوزيع الطاقة، منها محطة فرعية بجهد 11 كيلوفولت، ومحطتان فرعيتان بجهد 33 كيلوفولت، إضافة إلى خطين كهربائيين متوازيين، بجهد 33 كيلوفولت، وأبراج للتبريد، ومنشأتين لتخزين المحروقات، بسعة تخزين إجمالية تبلغ 3000 متر مكعب، ومكاتب إدارية وورشات للصيانة.
وتشمل المنشآت التنموية والخدمية التي أشرف فخامة رئيس الجمهورية اليوم على وضع حجرها الأساس، التوسعة الثانية لمحطة تحلية المياه بواد الْقاح، بعد أن دشن توسعتها الأولى قبل سنتين، وستضيف التوسعة الجديدة 1000 متر مكعب للساعة إلى المياه الواردة إلى ازويرات؛ وتبلغ تكلفة هذا المشروع 45 مليون أوقية جديدة، تمولها خيرية “سنيم” بالكامل، وتكمن أهمية المشروع في زيادة إنتاج الماء، ومواكبة تطور أنشطة “سنيم”، فضلا عن تغطية الحاجيات المتزايدة من الماء على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
كما وضع فخامة رئيس الجمهورية حجر الأساس لمشروع بناء المستشفى الجهوي في ازويرات.
ويدخل هذا المشروع الهام ضمن البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية، وهو عبارة عن منشأة صحية من فئةH1 بسعة 80 سريرا، وتبلغ مساحته المبنية 8630 م²، موزعة على الأقسام التالية: قسم الحالات المستعجلة، وقسم الجراحة الذي يضم ثلاث قاعات للعمليات، وقسم الأمومة والطفولة، وقسم المختبرات، وآخر للأشعة، وقسم الاستشارات، وقسم الوقاية والتلقيحات، بالإضافة إلى الملحقات الفنية واللوجستية.
وقد صُمّم هذا المستشفى وفق المعايير الدولية المعمول بها في مجال المنشآت الصحية، بما يضمن تقديم رعاية طبية شاملة لسكان مدينة ازويرات في أحسن الظروف.
وتقدر الآجال التعاقدية لإنجازه 24 شهرا، فيما تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 288.400.000 أوقية جديدة.
وفي كلمة له خلال الحفل، أوضح معالي وزير المعادن والصناعة، السيد اتيام التجاني، أن البرنامج الاستعجالي للنفاذ إلى الخدمات الأساسية شكل إحدى العلامات الفارقة في مسار بلادنا التنموي، حيث تم لأول مرة إشراك المواطنين في تحديد أولوياتهم بأنفسهم، وهو ما أرسى مفهوما جديدا يقوم على توجيه التنمية بإنصاف نحو مختلف المناطق والجهات، والعدالة في توزيع المشاريع والخدمات.
وأردف أن موريتانيا شهدت في المجال المنجمي تحولا مؤسسيا وقانونيا انعكس على زيادة مداخيل الخزينة العامة، وزيادة فرص التشغيل بشكل ملحوظ، وضمن هذا السياق تمكنت شركة “سنيم” من تحقيق قفزة نوعية حيث ارتفع إنتاجها بشكل ملحوظ، وارتفع أعمال خيريتها عشرة أضعاف ليصل إلى 4 مليارات أوقية قديمة وهو ما انعكس على الخدمات الأساسية للسكان المحليين.
وبدورها أوضحت معالي وزيرة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس، إن تشييد المستشفى الجهوي لازويرات يندرج ضمن البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية للتنمية، مبينة أن تصميم المستشفى الجهوي لازويرات تم طبقا لأعلى المعايير الدولية في مجال المنشآت الصحية من فئة H1، حيث يتضمن جميع الأقسام الطبية، كالحالات المستعجلة والجراحة والأمومة والطفولة والمختبر والأشعة، إضافة إلى قسم الاستشارات والوقاية، فضلا عن كافة الملحقات الفنية واللوجستية التي تتطلبها منشأة استشفائية جهوية.
وأضافت أنه سيتم تزويد هذه المنشأة بجميع الأنظمة الحديثة والمستلزمات الضرورية، من أرضيات طبية مطابقة للمعايير، وشبكات كهربائية مؤمنة، وأنظمة تكييف مركزية عالية الفعالية، بما يضمن تقديم رعاية صحية شاملة لساكنة تيرس الزمور في ظروف مريحة وآمنة.
من جانبه عبر رئيس جهة تيرس الزمور، السيد الحضرامي ولد أحمادي، عن عميق الامتنان لفخامة رئيس الجمهورية على هذه الزيارة الكريمة التي تعكس اهتمامه الدائم بتنمية المنطقة.
وقدم شكره لفخامة رئيس الجمهورية على تلبيته مطالب سكان تيرس الزمور والتي تمثلت أساسا في بناء مستشفى جهوي جديد للولاية، لما له من أثر بالغ على تحسين المنظومة الصحية في الولاية؛ وكذلك توسعة شبكة المياه لتشمل الأحياء التي كانت تعاني من نقص حاد في هذه الخدمة الحيوية، وهو مشروع يجري تنفيذه على أرض الواقع اليوم.
وكان عمدة بلدية ازويرات، السيد السعد ولد محمد ولد فلواط، أوضح في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مسار البناء الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية لا يقتصر على تحسين الظروف المعيشية، بل يمتد ليبلغ جوهر الإنسان وقيمه، لافتا إلى أن مبادرة فخامة رئيس الجمهورية بإدراج مكونات الثقافة الوطنية في المناهج الدراسية وتعليم الأجيال معنى العيش المشترك واحترام الآخر هي تجسيد حي لمبادئ المدرسة الجمهورية التي أرسى دعائمها.
وأضاف أن العمال المنجمين في ازويرات لمسوا من فخامته خطوات واثقة نحو ترسيخ العدالة الاجتماعية، من أبرزها إدماج العمال غير الدائمين في المؤسسات الإعلامية الرسمية وشركة صوملك، ملتمسا من فخامته أن تشمل عنايته عمال البنى التحتية في شركة اسنيم (الجرنالية) تعزيزا لمسار الإنصاف وترسيخا للأمل في نفوس هؤلاء العمال.
جرى حفل التدشين بحضور الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، ومستشارين برئاسة الجمهورية؛ ووالي تيرس الزمور ؛ ورئيس مجلس إدارة “اسنيم” والإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)؛ وحاكم مقاطعة ازويرات، والمنتخبين المحليين، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية في الولاية، ولفيف من كبار موظفي وعمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم.

