احتضن مقر الأكاديمية الدبلوماسية في نواكشوط، صباح اليوم الثلاثاء، حفل توقيع اتفاقية تمويل المشروع الإقليمي للتعلم والتعاون التربوي بمنطقة الساحل، المعروف باسم "انطلاق الساحل"، وذلك تحت شعار: "تشاد وموريتانيا معًا لتطوير التعليم وتحرير الطاقات". ويأتي المشروع بتمويل مشترك من البنك الدولي وبنك التنمية الألماني (KfW).
وقد وقع الاتفاقية عن الجانب الموريتاني معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، وعن الجانب التشادي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي، السيدة فاطمة آرم آسيل، بينما مثّل البنك الدولي، نائب رئيسه المكلف بإفريقيا الغربية والوسطى، السيد عثمان دياجانا.
ويهدف المشروع إلى تحسين الحوكمة التعليمية، وتوسيع فرص الوصول إلى تعليم مبتكر، وتعزيز أنظمة المتابعة والتقييم، مع التركيز على دعم الشباب الأكثر هشاشة، خاصة أولئك الذين انقطعوا عن الدراسة أو لم تتح لهم فرصة الالتحاق بها، ويعيشون في مناطق مهمشة.
وأكد معالي وزير الاقتصاد والمالية، في كلمة بالمناسبة، أن المشروع يجسد التزامًا إقليميًا مشتركًا لبناء مستقبل أكثر إشراقًا، موضحًا أن إجمالي التمويل يبلغ 137 مليون دولار أمريكي، منها 72.32 مليون دولار مخصصة لموريتانيا، تتوزع بين قرض ميسر بقيمة 44 مليون دولار من المؤسسة الدولية للتنمية، ومنحة ألمانية بقيمة 12.9 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 2.25 مليار أوقية جديدة.
وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع يأتي تتويجًا لمسار من العمل المشترك بين دول المنطقة، بدءًا من إعداد الكتاب الأبيض حول التعليم في الساحل سنة 2021، ومرورًا بـ"إعلان نواكشوط"، والاجتماعات الوزارية في نواكشوط (2022) ونجامينا (2024)، التي مهدت الطريق نحو رؤية تعليمية إقليمية متكاملة.
كما شدد على أن المشروع ينسجم تمامًا مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في بناء مدرسة جمهورية شاملة تكرّس قيم المواطنة والعدالة والإنصاف.
واختُتم الحفل بتأكيد جميع الأطراف على أهمية التعاون الإقليمي لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل من خلال التعليم.