أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، ليلة البارحة من مركز عين فربه الإداري، على انطلاق فعاليات النسخة الخامسة عشرة من مهرجان عين فربه للثقافة والفنون، وذلك وسط حضور جماهيري كبير من عشاق الثقافة والتراث.
ويهدف المهرجان إلى صون التراث المحلي وإحياء تاريخ المنطقة ونشر ثقافتها، في إطار رؤية تسعى إلى بناء مستقبل واعد من خلال خلق بيئة تنموية مستدامة، عبر تنشيط السياحة ودعم الاقتصاد المحلي.
وقد دأب مهرجان عين فربه على الاستمرارية طيلة خمسة عشر عامًا، محافظًا على موسمه الثقافي من خلال تنظيم مسابقات ثقافية وأدبية ورياضية، تُرصد لها جوائز تكريمية في مجالات القرآن الكريم، والسيرة النبوية، والشعر، وسباق الإبل.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال معالي وزير الثقافة إنه يتشرف بلقاء الحضور في ظرف وطني دقيق تتقاطع فيه رهانات الحاضر مع تطلعات المستقبل، مؤكدًا أن مهرجان عين فربه لم يعد مجرد تظاهرة ثقافية عابرة، بل أصبح عنوانًا للمثابرة والتنوع الثقافي، ومنارة إشعاع ثقافي وفني في ولاياتنا الشرقية.
وأضاف أن المهرجان أسهم، عبر مسيرته المتواصلة، في إبراز الدور المحوري للثقافة في بناء الوطن وترسيخ الهوية وتعزيز قيم المواطنة، معربًا عن شكره وامتنانه للقائمين على هذه النسخة وكل من أسهم في استمرار هذا العطاء الثقافي المتميز.
وأوضح معاليه أن هذه التظاهرة تشكل فرصة حقيقية للتنقيب عن الكنوز الثقافية التي تزخر بها المنطقة عبر قرون من التاريخ، بما تمتلكه من تراث غني ومتنوّع، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تنسجم مع توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يؤكد باستمرار أن الثقافة ركيزة أساسية لبناء الهوية الوطنية الجامعة.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة ماضية في ترسيخ الثقافة بوصفها أداة مركزية للتنمية، من خلال العناية بمدائن التراث لما لها من أثر بالغ في تحفيز التنمية المحلية، كما هو الشأن في مهرجانات جول وودان وسائر المدن التراثية، فضلًا عن دعم الكتاب والمعرفة، وهو ما تجسّد في معارض الكتاب التي احتضنتها نواكشوط.
من جانبه، قال عمدة بلدية عين فربه، السيد محمد الأمين بنان، إن المدينة تزخر بتاريخ حضاري عريق قائم على العلم والأدب والتراث المتنوع، تجلّى في محاظرها العريقة ومؤلفاتها النفيسة التي شملت مختلف العلوم والمعارف، مثمنًا في الوقت ذاته ما تحقق من إنجازات تنموية في مقاطعة الطينطان عمومًا، ومركز عين فربه الإداري على وجه الخصوص.
وتخللت فعاليات المهرجان محاضرات علمية وسهرات أدبية وموسيقية ورقصات فلكلورية شعبية، إضافة إلى تنظيم معرض للصناعة التقليدية، وآخر للمخطوطات، وجناح للفن التشكيلي، إلى جانب خيام ومجسمات تعكس الخصوصية الثقافية والاقتصادية للمنطقة.
حضر فعاليات المهرجان والي الحوض الغربي السيد أحمد ممادو كلي، وحاكم مقاطعة الطينطان السيد عبد الله ولد الإمام، والمندوب الجهوي لوزارة الثقافة السيد الشيخ سيد محمد ولد اليماني، إضافة إلى شخصيات أدبية وثقافية وازنة.

